كان الملوك قبل الإسلام يؤمنون بالعرافة والزجر- الاعتقاد في حركة الطير- ويبنون على ذلك قراراتهم.
وقد كان ذلك موجودا في اكبر الإمبراطوريات قبل الإسلام الفرس والروم.
واقعة غريبة لكسرى:
بعث كسرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث إليه زاجرا ومصورا، فقال للزاجر: انظر ما ترى في طريقك وعنده.
وقال للمصور: ائتني بصورته، فلما عاد إليه أعطاه المصور صورته صلى الله عليه وسلم فوضعها كسرى على وسادته ثم قال للزاجر: ماذا رأيت؟
قال: ما رأيت ما أزجر به إلا أنه سيعلو أمره عليك لأنك وضعت صورته على وسادتك.
رسول هرقل:
وبعث صاحب الروم إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا وقال له: انظر إليه ومل إلى جانبه وانظر إلى ما بين كتفيه حتى ترى الخاتم والشامة.
فقدم رسول هرقل فرأى النبي صلى الله عليه وسلم على مكان عالٍ واضعا قدميه في الماء وعن يمينه علي رضي الله عنه.
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: تحوّل فانظر ما أمرت به، فنظر الرسول فلما رجع إلى صاحبه أخبره الخبر، فقال:
ليعلون أمره وليملكن ما تحت قدمي، فتفاءل بالمكان العالي العلو وبالماء الحياة.
عجائب أخرى:
لما وقع الطاعون بمصر في ولاية عبد العزيز بن مروان، حين أتاها، خرج هاربا ونزل بقرية من قرى الصعيد، فقدم عليه حين نزلها رسول لعبد الملك بن مروان.
فقال للرسول: ما اسمك؟ قال: طالب بن مدرك، فقال: أواه ما أظن أني أرجع إلى الفسطاط، فمات ولم يرجع.
غرائب بني أمية:
وكانت نائلة بنت عمار الكلبي تحت معاوية فقال لفاختة بنت قرظة: اذهبي فانظري إليها.
فذهبت ونظرت فقالت:ما رأيت مثلها ولكني رأيت تحت سرتها خالا ليوضعن معه رأس زوجها في حجرها فطلقها معاوية، وتزوجها بعده رجلان حبيب بن مسلمة والنعمان بن بشير فقتل أحدهما ووضع رأسه في حجرها.
وبينما الخليفة الأُموي مروان بن محمد جالس في إيوانه يتفقد الأمور إذ تصدعت زجاجة من الإيوان فوقعت منها الشمس على منكب مروان.
وكان هناك عراف وقيل قياف، فقام فتبعه ثوبان مولى مروان فسأله فقال: صدع الزجاج صدع السلطان ستذهب الشمس بملك مروان بقوم من الترك أو خراسان ذلك عندي واضح البرهان، فما مضى غير شهرين حتى مضى ملك مروان.
الإمام علي:
بعث علي رضي الله عنه أحد قواده يدعى معقلا، في ثلاثة آلاف ليقيم بالرقة وذلك في وقعة صفين.
فسار حتى نزل الحديبية فبينما هو ذات يوم جالسا إذ نظر إلى كبشين ينتطحان فجاء رجلان فأخذ كل واحد منهما كبشا فذهب به.
فقال الزاجر: إنكم لتصرفون من موجهكم هذا لا تغلبون ولا تغلبون أما ترى الكبشين كيف انتطحا حتى حجز بينهما فتفرقا ولا فضل لأحدهما على الآخر.
الإسكندر الأكبر:
وحكي: أن الإسكندر ملك بعض البلاد فدخل فيها فوجد امرأة تنسج ثوبا.
فلما رأته قالت له: أيها الملك قد أعطيت ملكا ذا طول وعرض ثم دخل عليها بعد ذلك فقالت: ستعزل من الملك.
قال: فغضب عند ذلك فقالت له: لا تغضب فإنك في المرة الأولى دخلت علي والشقة بيدي أدير طولها وعرضها، ودخلت علي الآن والشقة في يدي أريد قطعها لأني قد فرغت من نسجها فلا تغضب فإن النفوس تعلم أشياء بعلامات، قال الراوي: فكان كذلك.
كما حكي أيضا أنه كان عراف ببغداد يخبر بما يسأل عنه فلم يخطىء فسأله رجل عن شخص محبوس هل ينطلق، قال: نعم ويخلع عليه.
قال: فقلت له: بأي شيء عرفت ذلك؟
فقال: إنك لما سألتني التفت يمينا وشمالا فوجدت رجلا على ظهره قربة ماء ففرغها ثم حملها على كتفه فأولت الماء بالمحبوس وتفريغه بالانطلاق، ووضعها على كتفه بالخلعة، قال: وكان الأمر كذلك.