مرحبًا بك يا صديقي..
ما أصعب أن يعيش الانسان حياته وهي تلك التي تعاش مرة واحدة، بشكل متوهم، مزيف!
وما أصعب أن يكون سببًا لأن يعيش أحباءه حياة أسرية مزيفة.
وما أصعب الارتباط المعلن في الواقع، المزيف في الحقيقة.
ما أصعب ظلم النفس يا صديقي، وظلم الآخرين.
تعيش في سلاسل من الظلم، ودوائر من الزيف، ومن الطبيعي أن تشعر بعدم الرضى، ولا الاستقرار.
فأنت تعيش "حالة" العزوبية، بيما واقعك متزوج!
وتعيش في الوقت نفسه "طلاقًا عاطفيًا" وتعتبر أن هذا السم الزعاف بما يعبر عنه من مشاعر لا يصل لأطفالك، وتتوهم أنهم في وضع "جيد"، ولو كانوا يعيشون في ظل علاقة مزيفة بين أمهم وأبيهم!
صديقي..
أنت مسئول عن تصدير صورة "العلاقة" لأطفالك، أنت المصدر الأساس لمعرفتهم معنى العلاقات، وشكلها السوي، فهل تفعل؟!
كن متأكدَا أن أطفالك لا تصل إليهم إلا صورة مشوهة عن معنى العلاقة الزوجية، صورة غير سوية عن علاقة الأب بالأم، وحقيقة الأسرة.
أطفالك لا تصل إليهم روح الأسرة ولا كنهها، ويتأثرون بدون أن تدري بهذا كله.
هذا عن أولادك.
أما هذه المرأة الزوجة المغفلة، فهي أيضًا مظلومة من قبلك، فالخيانة لا تفيد، نعم، لا تفيد الخائن، ولا من تتم خيانته، ولا العلاقة، بل هي أشد ضرر من الممكن أن يتم حدوثه لعلاقة عاطفية، زوجية.
وأما نزواتك، سواء كانت العابرة، أو نصف عابرة، فهي كمن يشرب من البحر، لا يرتوي، ولا يكف، ولن يرتوي، ولن يكف عنها!
صديقي..
هناك "علاقة" اسمها زواج، و"علاقة" اسمها طلاق، وفقط!
إما علاقة زوجية وإما علاقة طلاق، أما علاقة البين بين، فلا وجود لها شرعًا، وإن أوجدناها نحن واقعًا، فهي من أكثر الأمور اضرارًا بكل الأطراف، الزوج، الزوجة، الأطفال.
لابد أن تحسم أمرك، فتصلح علاقتك بزوجتك، وهذا ممكن، ولا شيء فيه، وإما تسريح بإحسان.
عدم الخيانة، أو ما تسميه "نزوات" ما هي إلا قلة احترام للذات، قبل أن تكون قلة احترام للعلاقة الزوجية والشريك.
فلم تقبل كل هذا على نفسك؟!
النفس غالية يا صديقي، والعمر غالي، ومشاعرك غالية، وجسدك غالي، وحياتك كلها كذلك، ففيم الاستهانة بهذا كله؟!
لديك يا صديقي أمانات كثيرة، أنت مسئول عنها، وأولها نفسك، وعندما تنصلح نفسك، وتتصالح معها، وتتحرر من صراعاتها الداخلية، وتسامحها على الماضي، وتبدأ صفحة جديدة بنسخة جديدة أفضل منك، سينصلح كل شيء، وستجد بوصلتك، وعندها سيتوقف التيه.
وحدك يا صديقي من يستطيع رفع الظلم عن نفسه، وزوجته، وأولاده، والنساء العابرات!
فكر جيدًا يا صديقي في هذه الكلمات، واستعن بالله ولا تعجز، وإن وجدت نفسك غير قادر على التغيير بمفردك، فلا تتردد في طلب المساعدة النفسية المتخصصة من مرشد أو معالج نفسي.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
خطيبي يتجاوز ويلمس أجزاءً حساسة من جسدي ويغضب ويقاطعني عندما أرفض.. كيف أتصرف؟