بشّر صلى الله عليه وسلم- السيدة خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة، من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

قصر السيدة خديجة:

قال النبي - صلى الله عليه وسلم- وقد سئل عن خديجة رضي الله عنها أنها ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام، قال: أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب، لا لغو فيه ولا نصب- ، يعني قصب اللؤلؤ-.

حكم وفوائد:

1- الحكمة في كون البيت من قصب وهو أن بيت الجوهر أنها حازت قصب السبق إلى الإسلام وهو شدة المسارعة إليه دون غيرها- رضي الله تعالى عنها-.
 يقول الإمام السهيلي: الحكمة في قوله: «من قصب» ولم يقل: من لؤلؤ، أن في لفظ (القصب) مناسبة، لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها.
وأصل (قصب السبق) أنهم كانوا ينصبون في حلبة السباق قصبة، لمن سبق اقتلعها وأخذها ليعلم أنه السابق من غير نزاع، ثم كثر حتى أطلق على المشمر في كل شيء.
2- المراد بالبيت هو بيت زائد على ما أعد الله- عز وجل- لها من ثواب عملها، ولهذا قال: (لا نصب) أي لم تتعب بسببه.

اقرأ أيضا:

قصة الورقة التي أبكت الشافعي بعد أن رفض الصلاة على صاحبها

الفرق بين البيت والقصر:

قال الإمام السهيلي- رحمه الله-: لذكر البيت معنى لطيف، لأنها كانت ربة بيت قبل المبعث فصارت ربة بيت في الإسلام منفردة به، لم يكن على وجه الأرض في أول يوم بعث فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وسلم بيت في الإسلام إلا بيتها، وهي فضيلة ما شاركها فيها أيضا غيرها.
 قال: وجزاء الفعل يذكر غالبا بلفظه، وإن كان أشرف منه، فلهذا جاء في الحديث بلفظ «البيت» دون لفظ القصر.
السيدة خديجة منبع أهل البيت:
كما زاد غيره معنى آخر، وهو أن مرجع أهل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إليها لما نبئت في تفسير قوله تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت".
قالت أم سلمة: «لما نزلت دعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاطمة، وعليا، والحسن، والحسين، فجللهم بكساء، فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي».
ومرجع أهل البيت هؤلاء إلى خديجة- رضي الله تعالى عنها- لأن الحسن، والحسين من فاطمة، وفاطمة ابنتها، وعليّ نشأ في بيتها وهو صغير، ثم تزوج ابنتها بعدها، فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها- رضي الله تعالى عنها-.