مرحبًا بك يا صديقتي..
على الرغم من غضبك الواضح، وقلقك، وهي مشاعر لها كل التقدير والاحترام، إلا أنني أحييك لوعيك، ونضجك، وبصيرتك التي رأت ما لا تراه بعض الفتيات في غمرة نشوة المشاعر، وقيادتها، وشجاعتك لاتخاذ القرار بعدم استكمال مشروع الزواج.
إن بقيت هكذا يا صديقتي، فلا خوف عليك.
لا خوف عليك لأنك تكتشفين التمثيل، ولأنه عادة لا يصمد طويلًا، الممثل، المخادع، يسقط إن عاجلًا أو آجلًا ويتم تعريته.
ابق كما أنت، تتأكدين من ارتياحك النفسي المبدئي من خلال الخطوبة، تجاه الطرف الآخر، وفي الوقت نفسه، تتعرفين على خصال الطرف الآخر، وتفكيره، ومعتقداته، ومدى توافقها مع كيانك ككل، وتناسبه معك في المساحات التي تهمك، وعندها يمكنك تطوير القبول والاارتياح النفسي، وتنميته، ليتحول إلى عاطفة، ومشروع حب، وهي خطوة مهمة وأساس لعلاقة زوجية سوية،
أما محض المصادفة أن يكون خطابك السابقين بخلاء، فهو محض صدفة، لا تركزي عليها كثيرًا، وبالتأكيد كل شخص منهم كانت درجة بخله مختلفة، وربما كان أحدهم "حريصًا" وليس بخيلًا، ولكن ظلال سابقه البخيل جعلتك تتحسسين للأمر، وهكذا، المهم، هذه بوابة ماضي، لابد من اغلاقها، والتعلم منها، وفقط.وأخيرًا من المهم يا صديقتي أن تفرقي بين، البخل، وحسن التدبير وإدارة المال، والاقتصاد.
فالمستهتر، السفيه، ليس كريمًا فتفرحي به، بل هو من يقعد ملومًا محسورًا، فانتبهي لهذه الجزئية، حتى لا تظلمي نفسك، والطرف الآخر، الذي قد يكون مديرًا حاذقًا للمال، وما يمكن تأويل تصرفاته وفقه على أنه بخل، ظلم له.
وبالطبع إن كان تريثه في الانفاق، أو حسن تدبيره للمال، مما ينغص عليك الحياة، فمن حقك عدم قبول هذه الخصلة وعدم اكمال المشروع، فمن المهم ألا تعولي على تغيير خطيبك بعد الزواج، ولا قبول ما ينغص عليك العيش معه.
تعرفي على هذه الجزئية بشكل منصف، عاقل، وطبيعي، من خلال مواقف حقيقية، واقعية، اتفاقات التجهيز للزواج، مناقشات، لا وفق اختبارات، حتى لا يشعر خطيبك وكأنه طالب عليه اثبات الجدارة، والنجاح، فيرتبط، وترتبك العلاقة، وربما تفشل.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟.