مرحبًا بك يا صديقتي..
عظم الله أجرك، وربط على قلبك وقد أصبح فارغًا.
أجدك تمرين باحدى مراحل الفقد ولم تتعافي بعد من فقد أخيك يا صديقي، فمرحلة الشعور بالذنب هذه، ولوم النفس بماذا لو تسمى "مرحلة التفاوض"، وهي من مراحل الفقد الخمسة، وهي الانكار، والغضب، والتفاوض، والاكتئاب، والقبول.
وهذه المراحل، من الممكن ألا تأتي على هذا الترتيب، ولا في توقيتات محددة، وليس شرطًا المرور بها جميعها، ولا أن نشعر بها جميعًا بنفس الدرجة، فكل انسان يختلف تمامًا عن الآخر، وتختلف مشاعره، وتفاعلاته بدرجة أو بأخرى.
ففي بداية الفقد يكون الألم فوق الاحتمال، لذا ننكر الفقد، إذ أن الانكار وقتها يساعدنا على عبور المرحلة باخراج هذا الألم المروع، تخرج حينها المشاعر مختفية وراء الانكار، مختبئة، وكلما قل الانكار ظهرت المشاعر بشكل أقوى وأوضح ولكن رويدًا، رويدًا، لنقوى على استكمال الحياة مع الفقد.
ولكننا أيضًا بعد الانكار أو معه "نغضب"، وبشدة، فنمر بمرحلة "الغضب"، قد نغضب من كل شيء، وكل شخص، حتى الأقدار، غضب بلا حدود، وكلما تم التعبير عن الغضب، تم التعافي من الفقد بشكل أفضل، وأسرع، والعكس صحيح.
ثم نبدأ في مرحلة الـ"ماذا لو؟"، أو التفاوض، وأظنها المرحلة التي تمرين بها، أو الغالبة عليك، وبعدها أو معها شعور بالاكتئاب التفاعلي مع الحدث، وهو أمر طبيعي، مرحلة رابعة، تأتي نتيجة مواجهة حقيقة الفقد وأن حدث بالفعل وليس كابوسًا وسينزاح، بعده تأتي مرحلة "القبول"، فنقبل فكرة الفقد وألمه، ونتعايش معه، مع وجود مشاعر الحزن، ونقبل الحياة بدون الأحباء، والعيش فيها.
كل هذه المراحل من المشاعر يا صديقتي، لابد منها، وهي تمر عندما نتعامل معها بشكل صحي، ونقبلها، ونسمح لها بالظهور، فنعبر عنها، ولا نرفضها، أوندفنها، أو ننكرها، فبفضلها نتجاوز الألم، وننضج نفسيًا.
لو استطعت تجاوز الأزمة، والتعافي، وحدك يا صديقتي فبها ونعمت، وإن عجزت عن ذلك، فلا تترددي في طلب المساعدة المتخصصة من معالج نفسي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.