مرحبًا بك يا عزيزتي..
هل فكرت في اتخاذ والدتك صديقة لك؟
أعلم أن السؤال صعب، وربما تقولين وماذا عنها ؟ وهل من الممكن أن أتخذ صديقة توبخني ولا تحترم ولا تقدر مساعدتي لها؟
ما أراه أن والدتك تعبر عن حبها في أن تراك الأفضل مثل كثير من الأمهات بطريقة خاطئة، ولكنك أصبحت بالغة، على عتبات الرشد ويمكنك فعل الكثير.
بعض الأمهات لفرط حرصها على استقامة حياة أولادها تعنف، وتوبخ، وتنتقد، فيحدن عن الطريقة السوية للتربية، والتعامل، ويفسدن العلاقة مع أبنائهن من حيث لا يدرين ولا يقصدن.
جربي المبادرة أنت لتحسين علاقتك بها، فلا شيء يمنع، وأعتقد أنها عندما تجد منك تغييرًا ايجابيًا نحوها، ستتجاوب معك، وسيسعدها هذا الأمر، والصبر وعدم اليأس إن كان رد فعلها غير هذا، فلا بأس أن تشاركيها بعض اهتماماتها، وتجلسين للحوار معها حول شئونك، وشئونها، فهي بشر تحتاج إلى الصحبة، والحنية، والونس، ولا بأس من فتح مناقشة لموضوعات في الحياة، ومساعدتها في الأعمال المنزلية، والابتعاد ما أمكن عن التصرفات التي تدفعها للتوبيخ أو النقد، وهكذا.
سيساعدك التفهم لقلة وعي والدتك فيما يتعلق بخطأ كثرة التوبيخ بسبب الأخطاء في الأعمال المنزلية على تخفيف حدة غضبك من حديثها، سامحي أنت نفسك، وارفقي أنت بنفسك، وتقبلي خطأك، وانظري إليه على أنه خطوة ضرورية للاتقان فيما بعد، فوالدتك نفسها من المؤكد أنها أخطأت كثيرًا وهي في مثل عمرك، وتدربت كثيرًا على الأعمال المنزلية حتى وصلت إلى مستوى متقدم الآن، لذا لا بأس أن تتحدثي معها عن إعجابك بشطارتها، وتميزها، ودأبها وأنك تتعلمين منها ، وأنها قدوتك، وتثمنين دور جدتك في تعليمها، إلخ، وحبذا لو قلت هذه الجمل وقت غضبها لامتصاصه وتهدئتها، فلا تستمر فيما يجرحك ويغضبك.
الخلاصة يا عزيزتي، إن لم تكن والدتك متفهمة، وتتعامل بشكل سوي ومنطقي في هذه الجزئية مثار الخلاف، فتعاملي أنت وتفهمي أنت وكوني أنت الأكثر وعيًا، حتى تخرجي بأقل الخسائر ولا تسمحي بإشعال المعارك كل مرة.
أتفهم الصعوبة وأدرك تمامًا ما تحتاجينه من جهد وطاقة، ولكن هذا كله يهون بالنظر لمستقبل نتائجه على العلاقة، التي بتحسنها ستكسبين أنت كثيرًا، في الدنيا، والآخرة، وستكسبين نفسك وسلامها النفسي، وهو ما يجب أن تركزي عليه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.