كان الصحابة رضي الله عنهم على درجة عالية من الصدق والتقوى، فكانت لا تخطيء لهم فراسة.
وقد جاءت الحكمة: "من عمر باطنه بالتقوى واعتاد أكل الحلال وعفّ نظره عن المحارم لم تخطيء له فراسة".

كرامات وعجائب ذي النورين:

روي أن رجلا دخل على عثمان وقد نظر امرأة أجنبية, فلما نظر إليه قال: هاء! أيدخل علي أحدكم وفي عينيه أثر الزنا?
فقال له الرجل: أأوحي بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم? قال: لا، ولكن قول حق, وفراسة صدق.
وعن مالك أنه قال: كان عثمان مر بحش كوكب فقال: إنه سيدفن ههنا رجل صالح، فكان أول من دفن فيه.
 ومن كراماته حينما هموا بقتله أن جَهْجَاه الغفاري تناول عصا عثمان وكسرها على ركبته, فأخذته الأكلة في رجله.
وعن أبي قلابة قال: كنت في رفقة بالشام, إذ سمعت صوت رجل يقول: يا ويلاه النار!! قال: فقمت إليه وإذا رجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين أعمى العينين منكب لوجهه فسألته عن حاله.
 فقال: إني قد كنت ممن دخل على عثمان الدار فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها، فقال: ما لك قطع الله يديك ورجليك وأعمى عينيك وأدخلك النار، فأخذتني رعدة عظيمة وخرجت هاربًا فأصابني ما ترى ولم يبق من دعائه إلا النار قال: فقلت له: بعدًا لك وسحقًا.

اقرأ أيضا:

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

شبهه النبي بإبراهيم عليه السلام:

نظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عثمان فقال: "شبيه بإبراهيم -عليه السلام- وإن الملائكة لتستحي منه".
وقد روي أنه شبه بهارون، فيحتمل أن يكون شبيهًا بإبراهيم في استحياء الملائكة منه, أو في بعض صفاته وهارون في بعض.

كرامة عظيمة:

عن زيد بن أبي أوفى في حديث مؤاخاته -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه, وفيه: ثم دعا عثمان وقال: "ادن يا أبا عمرو, ادن يا أبا عمرو".
 فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبته بركبته، فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء وقال: "سبحان الله" ثلاث مرات ثم نظر إلى عثمان وكانت أزراره محلولة فزرها -صلى الله عليه وسلم- بيده ثم قال: "اجمع عطفي ردائك على نحرك" ثم قال: "إن لك لشأنا في أهل السماء أبا عمرو، ترد على حوضي وأوداجك تشخب دما فأقول: من فعل بك هذا? فتقول: فلان وفلان.