بالتأكيد جميعنا بلا استثناء، يريد أن يكون مستجاب الدعوة، وبما أن أعظم الدعاء هو الدعاء بظهر الغيب، فإن يدعو لك أحدهم في غيابك، فإن الله عز وجل لا يرد دعائه، فما بالك بأن يكون هذا الداعي هو الملائكة؟.. فبالتأكيد الدعوة مجابة لا محالة.


فما هي هذه الحالات التي تدعو لك الملائكة لك فيها.. لكي يستزيد الإنسان منها، عل وعسى يحصل على دعوة بإذن الله مجابة من الملائكة:


الحالة الأولى.. هي أن تسبق الناس في الوصول إلى الصف الأول في صلاة الجماعة وخصوصًا صلاة الجمعة، وبالتأكيد السبق هنا ليس معناه أن تأتي متأخر ثم تتخطى الصفوف حتى تصل إلى الصف الأول وتقف، وإنما أن تأتي مبكرًا بالدرجة التي تجعلك في أول الصفوف.. ففي سنن ابن ماجة من حديث البراء، وحديث عبد الرحمن بن عوف، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول».

انتظار الصلاة

أما الحالة الثانية التي تضمن لك دعاء الملائكة، فهي انتظار الصلاة بعد الصلاة، وعند الانتهاء من الصلاة أيضًا.. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. ما لم يحدث».


الحالة الثالثة هي زيارة المريض، فقد روى أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي االأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يعود مريضاً ممسياً، إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة».


أما الحالة الرابعة فهي عند زيارة أخ لك في الله دون حاجة أو مصلحة، فقد أخرج مسلم عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن رجلا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته، ملكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟.. قال: أريد أخًا لي في هذه القرية.. قال: هل لك عليه من نعمة تربها، قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله عز وجل أحبك كما أحببته فيه».

اقرأ أيضا:

تشهد لله بالوحدانية.. هذه بشرى النبي لخروجك من القبر

الدعاء بظهر الغيب

أما الحالة الخامسة، فعند الدعاء لأخيك بظهر الغيب.. تأكيدًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك، كلما دعا له بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل».. وأيضًا عند تعليم الناس الخير، تأكيد لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير».. وأيضًا عند نومك على طهارة.. تأكيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بات طاهرًا، بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرًا».. وأيضًا عند تناولك السحور ،، تأكيدًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين».