مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك..
قلبي مع ابنتك..
أكاد أرى البراكين، والحمم، والزلازل التي تموج بها نفس ابنتك!
مراهقة بتغييراتها الهرمونية العارمة، بحث عن الهوية والانتماء، وهذا كله يتم في ظل فقد للأجواء الأسرية الطبيعية، فكل من الأب والأم قد تزوج، ويعيش تفاصيل حياة مختلفة، وبعيدة، عنها، ومن الطبيعي أن يحدث التخبط، التوهان، الهرب من آلام هذا كله لإدمان ما هو متاح، وممكن.
لا ألومك يا عزيزتي على زواجك من جديد، فهو حقك، كما هو حق والدها، وليس للوم قيمة ولا داع فهو لن يغير شيئًا من واقع ابنتك المؤلم، كنت أرجو فقط أن يكون التواصل"، و"الاهتمام"، و"الرعاية"، و"العناية" بابنتك أفضل مما حدث، وأدى إلى هذا المشهد المروع.
لا الطلاق متهمًا فيما حدث لابنتك، ولا أطرافه، ولكنه الاستهتار، والاستهانة بما "بعد الطلاق"، عدم التخطيط، ولا التفكير السليم، ولا وضع اعتبار عالي لوضع ابنتك، وكيفية التعامل في هذه المرحلة الحرجة من عمرها وفي ظل هذه الظروف التي لا ذنب لها فيها.
في مثل حالتك يا عزيزتي يكون الوعي منقذًا ، وبدونه تغرق مراكبنا، ومسئوليتك الآن هي انتشال ابنتك الغارقة.
لابد أولًا من الاعتراف بالواقع وهو يقول بانكشاف أن الإبنة مدمنة، والمدمن "مريض"، مهما كانت درجة إدمانه، ودائرة إدمانه، وواقعه، وسبب إدمانه، هو مريض، مستحق للعلاج.
لن ينفع ابنتك نقلها من جديد إلى بيت آخر، فالعلاج ، والتعافي لا يأتي من خلال تغيير بيئات خارجية، بل على العكس، سيزيد انتقالها من شعورها بالفقد، عدم الأمان، وعدم الاستقرار، مما يحفز قلقها واكتاءبها وإدمانها!
أنت لست بحاجة، ولا ابنتك لحارس بوابة –خالها- وإنما علاج من خلال بيئة صحية ، داعمة، متفهمة، حانية، آمنة، متخصصة.
واجبك الآن، هو البحث وفورًا عن معالج نفسي للإدمان، وانخراط ابنتك في علاج نفسي جمعي، فهذه هي البيئة التي ستساعد ابنتك على تنفس هواء العافية من جديد وبصورة أفضل.
لا تيأسي، ولا تتقاعسي عن فعل هذا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟