مرحبًا بك يا صديقتي..
سمعت مرة الدكتور الرخاوي يقول معلقًا على أحدهم عندما أخبره أنه يتحدث مع دولاب غرفته، وهل تسمعه يرد عليك؟، فقال له :لا، فكان رد الدكتور الرخاوي: إن رد عليك فاذهب للطبيب النفسي على الفور!
مقصدي من هذه رواية هذا أن الأمر قد يحدث، وهو ليس مؤشر على مرض، وليس شيئًا جيدًا في الوقت نفسه.
من الطبيعي أن نتحدث مع "شخص"، لكننا عندما نتخيله، نستحضره، فإننا نستحضر جرحًا بسبب لم ننظفه ونغلقه، مشكلة معلقة، سوء تفاهم، إساءة لم يت التعافي منها، وهكذا.
من أستحضره لأخاطبه وهو غير موجود، فهو بسبب عجز ما حدث لسبب ما متعلق به أوبشخصي منعني من الحديث المباشر، أو أخافني، أو أرهبني، أو أحرجني، الخلاصة هناك سبب ما، وهناك مشاعر متراكمة، وأخرى دفينة، وأخرى متعبة للغاية، متألمة.
لاشك أن ابنتك تحتاج إلى مساعدة نفسية متخصصة لاغلاق هذه الملفات المفتوحة بداخلها بسبب معاناة ما بداخلها أيضًا لوجود مواقف معلقة في علاقات مهمة في حياتها، كأختها، وصديقتها، وعلاقتها بك، كما ذكرت عبر رسالتك.
لا تترددي في التعبير عن حبك لابنتك، حبًا غير مشروط، وتحسين علاقتك بها بعد جلسة مع نفسك تكاشفينها عن مدى اشباعك كأم لاحتياجات ابنتك النفسية، ومن خلال هذا كله اعرضي عليها أمر طلب المساعدة النفسية لتصبح النسخة الأفضل منها، خاصة وأنها في مرحلة حرجة وتتجهز للنضج والنمو النفسي، ولا بأس أن تذهبي بمفردك لمعالجة أو مرشدة نفسية لتقصي عليها كل التفاصيل المتعلقة بابنتك وعلاقتك بها، حتى تضع معك خطة لاقناعها بضرورة المساعدة النفسية المتخصصة، للتعرف على الطرق الصحية للتعامل مع مشاعرها على اختلافها، وكيف تبني علاقة صحية مع نفسها ومن حولها، ولا تتركي ابنتك هكذا تفتح جروحها وحدها وتؤذي نفسها، ودمت بخير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟