رد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، تحت عنوان (دقيقة فقهية) على سؤال أحد الأشخاص يقول: أريد أن أطبع مصاحفَ على روح والدي، وأكتب عليها اسمه وطلب الدعاء له.. فما حكم ذلك؟
وفي إجابته، أوضح عاشور الرأي الشرعي، قائلًا: أولًا : طباعة المصحف الشريف لوقفها من الأعمال التي لها أجور كبيرة وممتدة إلى أوقات طويلة ، وهذه الأجور تجري على صاحبها سواء كان حيًّا أو ميتًا ، كما ورد في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : " سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ، وهُو فِي قَبْرِهِ... " وذكر مَنها : " أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا ".
ثانيًا : قرَّر الفقهاء أنَّ الميت ينتفعُ بأعمال الخير والبر الصادرة عن غيره إذا وهب فاعلُها الثوابَ له ، والتي منها : قراءة القرآن ، والدعاء والاستغفار ، والصدقة ، والصدقة الجارية ، والوقف ، والحج والعمرة ، والأصل في ذلك قوله تعالى : {وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]، وما رواه سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّه ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " الْمَاءُ " ، قَالَ : فَحَفَرَ بِئْرًا ، وَقَالَ : هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ.
وفي خلاصة فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكد عاشور أنَّه يجوز طباعة المصحف الشريف كصدقة جارية على روح والدك، ولا مانعَ شرعًا من كتابة اسمه عليه وطلب الدعاء له، وإنْ كان الأَوْلَى الاكتفاء بطلب الدعاء دون كتابة الاسم بُعدًا عن السمعة والرياء ، فإن كُتِبً الاسم تكون تلك الكتابة بعيدةً عن الصفحات التي بها آيات الله تعالى ؛ لئلا يختلط كلام المخلوق بكلام الخالق سبحانه.
اظهار أخبار متعلقة
هل يجوز طباعة المصاحف من زكاة المال؟
وتجيب لجنة الفتاوى الإلكترونية، بدار الإفتاء المصرية، على هذا السؤال بالقول إنه "لا يجوز طباعة المصاحف من أموال الزكاة".
وأضاف "الإفتاء" ان "مصارف الزكاة منصوص عليها في القرآن الكريم على سبيل الحصر، وهي ثمانية مصارف جاءت في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
وأشارت "الإفتاء" إلى أنه "ليس من مصارف الزكاة طباعة المصحف الشريف، لكن يجوز ذلك من الصدقات التطوعية، وثواب ذلك عند الله عظيم.
اقرأ أيضا:
أخطأت فى تحديد القبلة فهل أعيد الصلاة؟ اقرأ أيضا:
هل هناك آيات معينة تقرأ في صلاة الاستخارة؟