بعد عام من تحديثها الأكثر إزعاجًا حتى الآن، أبقت نشرة علماء الذرة الأربعاء على "ساعة يوم القيامة" عند 100 ثانية قبل منتصف الليل، في المخاوف التي تجتاح العالم جراء جائحة كوفيد – 19، والتهديد بالحرب النووية، والتغير المناخي.

واختارت المجموعة التي تتخذ من شيكاغو مقرًا لها الحفاظ على الساعة - والتي تعكس رمزيًا مدى قرب العالم من الدمار - في الساعة 11:58 مساءً، و20 ثانية، قائلة إن سوء التعامل مع وباء كوفيد – 19 يشير إلى نقص الهياكل اللازمة لمكافحة التهديدات الخطيرة الأخرى.

وقالت راشيل برونسون، الرئيسة والمديرة التنفيذية لنشرة علماء الذرة، في بيان: " تظل عقارب ساعة القيامة عند 100 ثانية حتى منتصف الليل، أقرب إلى منتصف الليل كما كانت دائمًا".

وأضافت: "يُعد جائحة كوفيد – 19 الفتاك والمثير للخوف بمثابة دعوة تاريخية للاستيقاظ، وهو دليل حي على أن الحكومات الوطنية والمنظمات الدولية غير مستعدة لإدارة التهديدات التي تقضي على الحضارة من الأسلحة النووية وتغير المناخ".

اقرأ أيضا:

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟

ومنذ بداية تفشي الوباء، أصيب 100.7 مليون شخص وتوفي 2.17 مليون في جميع أنحاء العالم، من بينهم 25.57 مليون حالة و428015 حالة وفاة في الولايات المتحدة، وفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة "جونز هوبكنز".

وبدأت نشرة علماء الذرة لأول مرة في عام 1947 كطريقة لقياس مدى قرب العالم من المحرقة النووية.

وفي كل عام، يتم تحريك عقرب الدقائق على مدار الساعة بالقرب من منتصف الليل أو بعيدا عنه - الساعة الرمزية للكارثة. وفي عام 2007، أضافت المجموعة تغير المناخ كعامل في ضبط الساعة.

كانت أقصى عقارب الساعة على الإطلاق من منتصف الليل في عام 1991، الساعة 11:43، أو ما يقرب من 17 دقيقة من "يوم القيامة"، بعد أن وقعت الولايات المتحدة على أول معاهدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية وحل الاتحاد السوفيتي.

وقبل عام 2020، كانت هناك دقيقتان فقط، وهي أقرب نقطة، تصل إليها "ساعة القيامة" منذ الحرب الباردة وبعد أول اختبار أمريكي لسلاح نووي حراري.

وقال العلماء الذين يضبطون عقارب الساعة سنويًا : "على الرغم من كونه قاتلاً على نطاق واسع، إلا أن هذا الوباء بالذات ليس تهديدًا وجوديً. عواقبه خطيرة وستستمر. لكن كوفيد – 19 لن يمحو الحضارة، ونتوقع أن يتراجع المرض في نهاية المطاف".

كما حذروا من خطر نشوب صراع نووي، خاصة بين الولايات المتحدة وروسيا، داعين البلدين إلى تمديد معاهدة ستارت الجديدة لأطول فترة ممكنة.

وقال حاكم كاليفورنيا السابق جيري براون، الرئيس التنفيذي لمجموعة العلماء: "يجب على الولايات المتحدة وروسيا والقوى النووية في العالم التوقف عن الصراخ على بعضها البعض. حان الوقت لإزالة الأسلحة النووية، وليس بناء المزيد منها".

كما أعرب العلماء عن حاجة الولايات المتحدة إلى معالجة قضية تغير المناخ، من خلال الانضمام مرة أخرى إلى اتفاقية باريس، وتقليل استخدام الوقود الأحفوري. ووقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على أمر تنفيذي الأسبوع الماضي لإعادة الانضمام للاتفاقية.

وقالت سوزان سولومون، عضو مجلس العلوم والأمن بالمجموعة: "على مدى العقد المقبل، يجب أن ينخفض استخدام الوقود الأحفوري بشكل سريع إذا أردنا تجنب أسوأ آثار تغير المناخ".