روت كتاب المجالس والأدب الكثير من طرائف الأطعمة والأكل وأنواع الطعام، وذكرت في ذلك غرائب وعجائب من أحوال الناس وتأنقهم في الطعام، ومن ذلك :
1-أصابع زينب:
وهو ضرب من الحلوى يعمل ببغداد، يشبه أصابع النساء المنقوشة.
وقال الشاعر:
فما حملت كف أمرىء متطعما ... ألذ وأشهى من أصابع زينب
2- بول اللات
كان أبو طالب يعطي عليا قدحا من اللبن يصبه على اللات، فكان علي يشرب اللبن ويبول على اللات.
ودخل السائب على الإمام علي رضي الله تعالى عنه في يوم شاتٍ، فناوله قدحا فيه عسل وسمن ولبن، فأباه فقال: أما أنك لو شربته لم تزل دفئا شبعان سائر يومك.
3- طبق موز:
ودخل رجل من جلساء عز الدولة يوم عليه، وبين يديه طبق فيه موز فتأخر عن استدعائه.
فقال الر جل : ما بال مولانا ليس يدعوني إلى الفوز بأكل الموز؟
فقال عز الدولة: صفه حتى أطعمك منه فقال: ما الذي أصف من حسن لونه، فيه سبائك ذهبية كأنها حشيت زبدا وعسلا.. أطيب الثمر كأنه مخ الشحم، سهل الأكل عذب المطعم .. سلس في الحلقوم، ثم مد يده وأكل.
وسمع رجلا يذم الزبد فقال له: ما الذي ذممت منه سواد لونه أم بشاعة طعمه أم صعوبة مدخله أم خشونة ملمسه؟
4- الباذنجان:
وقيل له: ما تقول في الباذنجان فقال: أذناب المحاجم وبطون العقارب وبزور الزقوم.
قيل له: إنه يحشى باللحم فيكون طيبا، فقال لو حشي بالتقوى والمغفرة ما أفلح.
5- وليمة الحجاج:
صنع الحجاج وليمة واحتفل فيها ثم قال لزاذان: هل عمل كسرى مثلها؟ فاستعفاه، فأقسم عليه فقال: أو لم عبد عند كسرى فأقام على رؤوس الناس ألف وصيفة، في يد كل واحد إبريق من ذهب.
فقال الحجاج: أفٍ والله ما تركت فارس لمن بعدها من الملوك شرفا.
وأهدى رجل إلى آخر فالوذجة لها رائحة غير طيبة وكتب إليه: إني اخترت لعملها السكر السوسي والعسل المارداني والزعفران الأصبهاني.
فأجابه: والله ما عملت إلا قبل أن توجد أصبهان وقبل أن تفتح السوس وقبل أن يوحي ربك إلى النحل.
وقيل : إن أبا جهنم بن عطية كان عينا لأبي مسلم الخرساني على المنصور، فأحس المنصور بذلك فطاوله الحديث يوما حتى عطش، فاستسقى فدعا له بقدح من سويق اللوز فيه السم فناوله إياه فشرب منه فما بلغ داره حتى مات.