أرسلت لي الخادمة التي كانت تعمل عندنا رسالة تخبرني فيها أن والدي كان على علاقة جنسية معها، وأن كل شيء مسجل بالكاميرات، وأنا فزعة منذ عرفت، ولا أريد فتح هذه الكاميرات، ولا أدري ماذا أفعل، لا أستطيع إخبار أمي، ولا أختي، ولا أي شخص، بم تنصحونني؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، وحسنًا فعلت بعدم مشاهدة محتوى الكاميرات.
أقدر شعورك بالصدمة، والانزعاج الشديد، فما ذكرته على افتراض صحته هو ابتلاء شديد.
لم تتحدثي عن علاقة والدك بوالدتك، وهل هم في علاقة زوجية جيدة وسعيدة أم لا، وكذلك لم تذكري شيئًا عن علاقة الوالد بكم كأبناء، وهل هي جيدة أيضًا أم لا.
وعلى أية حال، هناك يا عزيزتي قواعد عامة فيما يخص شأن الوالدين في مثل هذه الحالات التي تعد من المصائب، وهي إدراك أن "الحساب" على المعاصي، والكبائر، ليس من حق البشر، وإنما هو لله وحده، وأن والدك، والدتك، هم في البداية والنهاية ، بشر، خطاؤون، ووضع سقف عالي، لتوقعاتنا تجاههم، أو تصورات مثالية، هو تفكير خاطئ، لا ينفع في مثل هذه الحالات، فنصاب بالصدمة الشديدة.
ليست هذه تبريرات لوالدك، فلو صح ما حدث وأخبرتك به الخادمة، فهي كبيرة، وخطيئة، وخيانة، في حق الله، وحق علاقة والدك الزوجية بوالدتك، ولكن ما أناقشه هنا هو "حدودك" أنت كإبنة، وما يحق لك فعله.
لقد غادرتكم هذه الخادمة، والواجب الآن هو الحذر من استجلاب أخرى، حتى لا يتكرر الأمر - لاقدر الله - لابد من النجاح في تكوين جبهة من أفراد الأسرة معارضة ورافضة لدخول خادمة لبيتكم، لم تذكري تفاصيل عن أختك، وعمرها، وعلاقتك بها، وسيكون جيدصا جدًا لو اتحدما معًا، أما والدتك، فأثيري غيرتها بذكاء بدون الحديث عما حدث بين الخادمة السابقة ووالدك، ولكن لمحي لإمكانية تلاعب الخادمة باحتياجات والدك، وستفهم والدتك بالتأكيد ما تريدين.
دورك الآن يا عزيزتي، هو معالجة نفسك من آثار الصدمة لدى متخصص نفسي، بعمل جلسات لتتحرري من مشاعر الصدمة، وتصورك لوالدك، وتعلم كيفية إدارة مشاعرك تجاهه، وعلاقتك معه، والوقوف حائلًا دون استجلاب خادمة لبيتكم.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة