أظهرت دراسة حديثة، أن مضادات الاكتئاب لا تزيد من خطر الإصابة بأكثر أنواع السكتة الدماغية فتكًا.

فحصت الدراسة، العلاقة بين مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، والتي تستخدم عادة كمضادات لعلاج الاكتئاب، والنزيف داخل المخ، الذي يحدث عندما تنفجر الأوعية الدموية في الدماغ، وينتشر الدم في الأنسجة المحيطة.

والأسباب الأكثر شيوعًا لهذا النوع من السكتة الدماغية هي ارتفاع ضغط الدم وصدمات الرأس، لكن أبحاثًا سابقة أشارت إلى أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية قد تزيد من خطر الإصابة. وتشمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية عقاقير، مثل بروزاك أو فلوكستين وزولوفت أو سيرترالين.

شملت الدراسة ما يقرب من 128 ألف شخص أصيبوا بجلطة دماغية بين عامي 2010 و 2019، ومن بين هؤلاء، وصف لأكثر من 17 ألف شخص، مضادات الاكتئاب قبل السكتة الدماغية، وحوالي 111 ألفًا لم يخضعوا للعلاج بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

اقرأ أيضا:

دراسة: "الحبوب القديمة" مفيدة لمرضى السكري من النوع الثاني

كانت معدلات النزف داخل المخ 11 في المائة لدى الأشخاص الذين وصف الأطباء لهم مضادات الاكتئاب، و14 في المائة لدى الذين لم يوصف لهم دواء مماثل، وفقًا للنتائج، التي ستطرح خلال الاجتماع السنوي الافتراضي للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، والمقرر عقده بين يومي 17-22 أبريل.

بعد أن بحثوا عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الأخرى - مثل العمر وارتفاع ضغط الدم والسكري - خلص مؤلفو الدراسة إلى أن خطر الإصابة بالنزيف داخل المخ لدى الأشخاص الذين تناولوا مضادات الاكتئاب هو نفسه لدى الذين لم يتناولوا الأدوية.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور ميثيليش سيدو، الذي أجرى البحث أثناء وجوده في جامعة ميامي، وهو الآن أستاذ مساعد في علم الأعصاب بكلية جورجيا الطبية بجامعة أوجوستا: "هذه النتائج مهمة، خاصة وأن الاكتئاب شائع بعد السكتة الدماغية، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية هي من أوائل الأدوية التي يتم أخذها في الاعتبار".

وأضاف في بيان صحفي للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها وكذلك لفحص ما إذا كانت مضادات امتصاص السيروتونين الانتقائية الموصوفة بعد السكتة الدماغية قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة بسكتة دماغية ثانية".