عمري 21 سنة، ومنذ صغري وأنا ِأشاهد والدي يضرب أمي، بسبب شكه في سلوكها، وهي تبكي، وتدافع عن نفسها، وتتحمل، وعندما كبرنا قالت لنا أنها تحملت من أجلنا، وأنا وإخوتي منذ ذلك الحين نشعر أن هناك حاجزًا نفسيًا بيننا وبين والدنا، كما أننا لا نحب صحبته، ولا الجلوس معه، نفتعل المذاكرة، النوم، أي شيء حتى نهرب من لقائه.
الآن وبعد مرور كل هذه السنوات، لا زال يضرب أمي وقد أصبحت في الـ 55 من عمرها، ومصابة بأمراض الضغط والسكري، وعندما نعترض يذهب إلى المطبخ ويحضر السكين ويهددنا بالقتل إن تدخلنا.
جميعنا متعبون نفسيًا ونخشى على أنفسنا، ونشعر أننا نعيش في قلب الجحيم، ما الحل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
بالطبع من حقكم الخوف على أنفسكم من امتداد أذى والدكم وتهوره.
ومن الواضح أيضًا أن والدك يعاني من مرض أو اضطراب نفسي ما، ومنذ زمن طويل، وقد تحملت والدتك المؤسف للغاية من الاساءات والاهانات النفسية والجسدية جراء هذا الاضطراب.
عزيزتي..
المرض النفسي، أو الاضطراب النفسي، ليس مزحة، ولا حالة يكون مقابلها الاستهتار، فبسبب حدوث خلل ما في كيمياء المخ، يختل التفكير، والادراك، ومن ثم تصدر تصرفات وسلوكيات غير سوية، تقتصر أحيانًا على صاحبها، وتمتد في أحيان أخرى إلى من حوله من أقارب، مثل حالتكم، فيمتد أثر التفكير المختل والسلوك المؤذي إلى من حول المريض.
لذا، لابد من استشارة طبيب نفسي فورًا، للتشاور حول كيفية اقناع والدكم بطلب المساعدة والعلاج، ووضع خطة في حال رفضه، للذهاب به إلى مشفى خاص لتلقي العلاج النفسي، فمثل هذا الوضع الخطر يستلزم الإسراع في إتخاذ إجراء فوري قبل أن يصيبكم - لاقدر الله - مكروهًا بسبب ما أصاب والدك من اضطراب نفسي.
لم تذكري أعمار إخوتك، وهل هم ذكور أم بنات، وعلى أية حال، فالأمر يحتاج إلى تكاتف، ومساعدة من العائلة، من أشخاص حكماء، ذوي حيثية ليساعدكم على اتخاذ إجراء العلاج.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة