مرحبًا بك يا عزيزتي..
بارك الله لك في والدتك، وأحييك لحرصك على التصرف الصحي في مثل مشكلتك.
أود منك أن نؤسس الكلام عبر السطور التالية يا عزيزتي على "الحرية" و"المسئولية" وما ينجم عنها من اختيارات وقرارات.
فوالدتك كانت حرة عندما اختارت أن تتزوج والدك، وتنجبك، وتتطلق منه أيضًا، ثن تعمل وتربيكم وترفض الزواج، هذه كلها اختيارات لوالدتك تمت بالفعل، وتحملت هي مسئوليتها، حتى التعب والعمر الذي ذهب على تربيتكم هو "اختيار"، أيًا كانت ظروفه وسياقاته وضغوطه، ومن ثم فهي وحدها مسئولة عن الاختيرا والقرار وتبعاته لا أنت ولا إخوتك.
وهذا منتهى ومقتضى النضج، وكون الشخص بالغًا راشدًا.
وأنت أيضًا الآن باعتبارك بالغة وراشدة وناضجة ومسئولة لابد أن يتم التعامل معك بالطريقة نفسها.
أنت من اخترت هذا الشاب، وترينه مناسبًا، وأنت من ستتزوجينه، وهذه كلها اختيارات وقرارات وحدك تتحملين مسئوليتها.
المسئولية إذاً أمر خطير، والزواج قرار مصيري خطير، لا يجب الاستخفاف به، ولا الاستهانة، ولا تحكيم المشاعر وحدها والانسياق وراءها، لذا راجعي قرارك، فربما ترى والدتك في الزيجة بحكمة السنوات وخبرتها ما لا ترينه أنت بفعل المشاعر وتوهجها، هذا ما يمكن أن تكون والدتك محقة فيه، لكنها ليست محقة في الاختيار لك، ولا الوقوف حائلًا دون اتخاذ قرار صائب لمجرد أنها تريد منك اتخاذ قرار يعجبها بشكل شخصي.
الخلاصة، أنت حرة يا عزيزتي والحرية مسئولية، وحبك لوالدتك يكون بإحسان اختيارك لقرارتك خاصة تلك المصيرية، وعندها سيكون هذا إثباتًا فعليًا لها أن تعبها لم يذهب هدرًا، وهذا ما يجب أن تعقليه، وتوازنيه قدر المستطاع، من أجلك أنت، وتأكدي أن ما سيكون في صالحك هو ما سيسعد والدتك وسيعبر لها عن حبك وتقديرك.
لو وجدت أن قرارك صائب، فلا يكون إصرارك على إتمام الأمر بعناد، وشجار، وتحدي، بل امتصي ما استطعت غضبها، وتفهميه، وتلطفي معها أيًا كان الأمر في القول والفعل وتحملي كل ردود الأفعال منها، أتمي أمرك بحكمة، ولطف، ومنتهى المسئولية، وفعل ما يشبع احتياج والدتك للتقدير.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟