يعد التعاون بين الزوجين من علامات صحة العلاقة الزوجية، سواء كان هذا التعاون داخل البيت أو خارجه وبرضى من كل منهما، واتفاق، واحترام.
إلا أن الأمر ليس هكذا دائمًا، إذ كثيرًا ما تتعرض النساء للإستغلال المادي من قبل أزواجهن، في حال ارتباطهن بشخصيات لا تتمتع بالسواء النفسي، والأخلاقي.
ويحدث الاستغلال المادي بين الأزواج، عندما يحاول الزوج المستغل السيطرة على الشؤون المالية أو الحسابات الخاصة بزوجته، بحيث لا تصبح لديها سيطرة على أموالها، وقد يستغل هذا الأمر للضغط عليها لإبقاء العلاقة وعدم الانفصال، وقد يصاحب هذا الاستغلال اساءات نفسية أو جسدية أو كلاهما، فتصبح الضحية غير قادرة على اتخاذ قرار الطلاق للفكاك من هذه العلاقة المؤذية، ويحرص الزوج المستغل على إشعار زوجته أنها لن تستطيع تحمل تكاليف الحياة بدونه، وأنها قد تفقد أموالها في حالة الانفصال، وهو ما يصعب عليها هذا القرار.
وتتنوع استراتيجات الأزواج المستغلين ماديًا، فبعضهم يبدأ مبكرًا ومنذ فترة الخطوبة، وبعضهم ينتظر حتى إتمام الزفاف، ولا يظهر الأمرعادة دفعة واحدة أو بصورة فجة، بل يحدث تدريجيًا، ويستفحل عندما تمنح الزوجة لزوجها الثقة العمياء فتعطيه كلمة السر الخاصة بحسابها وكروتها البنكية، وحق السحب من أموالها، ويكون هذا إما بحسن نية منها أو بسبب إلحاحه الدائم على ذلك من أجل تسهيل أمور الحياة، إذ يقنعها مثلًا بأنه يفعل ذلك كخدمة لها، وأن هذا نابع من حبه لها وللأسرة، حتى لا تتكبد عناء الذهاب إلى البنك والتعامل مع الموظفين، فيحصل على تفاصيل حسابها البنكي أو قد يقنعها بعمل توكيل عام للتصرف والتحكم في أموالها ومستحقاتها، أو ما تمتلكه من أصول عقارية وتجارية.
ورويدًا، رويدًا، تبدأ تعاملات الزوجة المالية مع هذه الجهات تقل تدريجيًا في مقابل تعاملاته مع هذه الجهات في ما يخصها، حتى تصبح له السيطرة الكاملة على الدخل والصرف الخاص بحسابها، مع حفاظه على إعطائها مصروفًا محددًا، والذي غالبًا ما يقل تدريجيًا تحت ادعاء أن الأعباء الحياتية للأسرة تزيد، حتى تصل الزوجة لمرحلة طلب المال – الذي هو أصلًا مالها الخاص – ويقابل هذا الطلب بالرفض!
وبحسب الأبحاث، والدراسات، يحدث الاستغلال المادي بنسبة تصل إلى 99% من حالات العنف الأسري، وتتراجع السيدات عن الإقدام على خطوة الانفصال، وإنهاء هذه العلاقات غير الناجحة، بسبب خوفهن على الأطفال من مستقبل مجهول، وعدم قدرتهن على تأمين متطلبات الحياة لهن ولأطفالهن.
كما بينت الدراسات أن الاستغلال المادي - مثله مثل كل أنواع الاستغلال – يحدث على كافة المستويات الإجتماعية، والمادية والأجناس العرقية وعلى كافة المستويات التعليمية والثقافية أيضًا.
وللاستغلال المالي من قبل الأزواج لزوجاتهم طرقًا أخرى كثيرة، نعرض لأكثرها شيوعًا، كالتالي:
1- الإلحاح في طلب تخليك عن عملك، دون رغبة منك في ذلك، ليتسنى له السيطرة المادية عليك وبالتالي على قراراتك.
2- محاولة مضايقتك ومطاردتك في العمل لإحراجك، ما يضطر لإقالتك من قبل الإدارة أو حثك على تركه ودفعك لتقديم استقالتك.
3- رفض إعطائك كروت البنك الخاصة بك وإخفاء أوراق العقود التي تثبت ملكيتك للأصول.
4- تحديد مبلغ محدد كمصروف لك دون إعطائك أي زيادة وعدم ترك حرية تحديد مصروفك من مرتبك أو أموالك الشخصية.
5- سؤاله لك بشكل دائم عما اشتريته بصورة الاستجواب، وإصراره على الاطلاع على فواتير الشراء.
6- أخذ قرار يخص التصرف في أموالك دون استشارتك أو الرجوع إليك.
7- استغلال اسمك وبياناتك بصورة احتيالية في ملء استمارات تجارية أو ضريبية غير قانونية.
8- بيع متعلقات تخصك دون استئذانك أو دون رضا منك.
9- عمل بوليصات تأمينية غير صحيحة باسمك ودون إعلامك بذلك.
10- يضع أعباء مصاريف الأطفال التعليمية أو الصحية عليك وحدك – برغم قدرته على تحملها – فيقلل ذلك من دخلك أو قدرتك على تحمل أعباء مرحلة ما بعد الطلاق في حال حدوثه.
11- إجبارك على استخراج بطاقات ائتمان باسمك وبضمان حسابك البنكي، واستغلاله لهذه البطاقات.
اقرأ أيضا:
ربة بيت وليس لي اثر في الحياة وحزينة على نفسي .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
أنا زامر الحي الذي لا يطرب.. ما العمل؟