الأيام الثلاثة البيض من شهر شعبان هي أيام 13و14و15من الشهر المبارك المبارك وأطلق علي هذه الأيام الأيام البيض لكون لياليها بيضاء بسبب وجود القمر من أول الليلة الي اخرها حيث يطلق عليه البعض قمر 14فيما يسمي علماء الفلك هذه الأيام بأيام الجنون القمري .
ورغم إجماع الفقهاء علي فضل وثواب صيام شهر شعبان انطلاقا من أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يكثر الصوم في شعبان بالمقارنة بأي أشهر أخري الإ أنهم اختلفوا فيما بينهم بين استحباب وكراهة صيام هذه الأيَّام فذهب الأحناف والشافعية والحنابلة إلى استحباب صيامها وهو القول الصحيح وخالفهم بذلك المالكيةفقالوا بكراهة صيامها مخافة وجوبها،
تفضيل جمهور العلماء صيام هذه الأيام الثلاثة يستند لحديث عن النبي رواه الصحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري حيث قال: "أمرنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامٍ البيضَ: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرة"،
أهل العلم اعتبروا أن المداومة على صيام هذه الأيَّام من المستحبات وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ"، ولا بأس في عدم المداومة على صيامها لعذرٍ أو لغيرعذر،
للايام الثلاث البيض من شعبان فضائل عديدة وعظيمة فصيامها يقي من النَّار وكذلك أمر أجر الصيام متروكٌ لله-عزَّ وجلَّ- حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِّه: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ"،
ولعل أهم فضائل الأيام الثلاث البيض أن صومها يعادل صيام الدهر كله فصيام ثلاثة أيَّام من كل شهر تعدل صيام الدَّهر، ودليل ذلك قول ملحان القيسي:"كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يأمرُنا أن نصومَ البيضَ ثَلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخَمسَ عَشرةَ قالَ وقالَ هُنَّ كَهَيئةِ الدَّهر .
بل أن الله تعالي يضاعف خلال نهار هذه الأيام الثلاث الأجر والثواب حيث تكون الحسنة بعشر أمثالها في تأكيد علي فضل صيام هذه الأيام باعتبارها سنة حث عليه الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابة وعموم المسلمين علي صومها
ولا يغيب عنا في هذا المقام تجاهل فضل الأيام الثلاثة البيض َّفهي تُذهب غلَّ القلب وحقده وكذلك أدرانه، ودليل ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أفلا أخبرُكُم بما يُذهِبُ وحرَ الصَّدرِ؟ قالوا: بلَى! قالَ: صيامُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ.
بل أن صوم الأيام الثلاثة يساهم في ضبط الشهوة والعمل على كسرها، ودليل ذلك قول رسول الله "يامعشر الشبًاب من استطاع منكم البًاءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بًالصوم فإن الصوم له وجاء ..
فضائل صوم هذه الأيام لا تتوقف فقط علي الجانب العقدي بل أنها تداعيات إيجابية علي الصحة العامة حيث يسهم صوم الأيام الثلاثة البيض على إخراج فضلات الجسم من الرطوبة التي تصيبه فيهذه الأيَّام بل وتضبط حالته المزاجية وتبعده عن السلوكيات المضطربة بشكل يوجب علي عموم المسلمين صيامها لما لها من فضل .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه وصَّى المسلم بأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من غير تحديد لهذه الأيام، ولكن يُستحب من المسلم أن يكون صيامه أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، قال قدامة بن ملحان رضي الله عنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ قال وقال : هو كهيئةِ الدهرِ"
فضل صيام الأيام الثلاث البيض من شعبان ورد في حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أخبره قائلاً: "وإنَّ بحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ لكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، فإنَّ ذلكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ".
بل أن فضل صيام هذه الأيام البيض وأجرها يكتمل إذا بدأ المؤمن صيامَها؛ مُحتسِباً أجرها، ولم يدخل إلى قلبه الرياء، ثمّ لم يُكملها؛ لحصول ظرف مَنَعه من ذلك، فله أجرها كمَن صامَها كلّها، ويجوز له أن يصوم في أيّامٍ غيرها من الشهر إن حصل ظرف ما، أو انشغل عنها، أو غير ذلك؛
وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأجر صيام ثلاثة أيّام من الشهر، وقال إنّ أفضلها الأيّام البِيض، ولا مانع من صيام غيرها من الأيّام ويُجزئ المسلم أن يصوم غير تلك الأيّام في حال انشغل عنها، كما كان يفعل ابن عمر -رضي الله عنه-، وهو بذلك يستطيع الحصول على أجرها بإذن ربه سبحانه وتعالي.