أنا شاب في العشرينيات من عمري، وللأسف ألجأ إلى العادة السرية في الأيام العادية، لكن في رمضان، كنت أحفظ نفسي جيدًا، إلا أني للأسف هذا العام وقعت في الفخ، ووجدتني ألجأ إلى العادة السرية في إحدى ليالي رمضان العظيمة.. فما الحل، وكيف أتوب إلى الله عز وجل؟.. وهل مازال صومي جائزًا أم ماذا؟..

الجواب:

في البداية على جميع الشباب أن يعي يقينًا أن جميع العلماء أجمعوا على حرمة العادة السرية، وهذا أمر لا خلاف عليه.. وبالتالي عقوبة هذه المعصية أكبر لو تجرأ أحدهم وأتاها في رمضان.. لكن بالنسبة لرمضان، فمن يفعلها نهارًا بالتأكيد تضيع أجر صيامه، أما من فعلها ليلا فلا تأثير على الصيام، لكن تجب منه التوبة إلى الله تعالى كما تجب التوبة من ممارستها في غيره، وبهذا يعلم السائل أنه ليس عليه قضاء ما دام الاستمناء في الليل.


يقول العلماء: إن الاستمناء ليس له كفارة معينة غير التوبة والاستغفار والندم والعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب . أما في شهر رمضان فلا شك أن الاستمناء في نهاره أشد إثماً ويلزم فاعله قضاء ذلك اليوم، أما إذا كانت ليلا، فعلى فاعلها أن يكثر من الاستغفار، مما أقدم عليه من الذنوب، لأن العادة السرية أمر محرم بكل تأكيد، والدليل قوله تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ» (المؤمنون: 5-6-7)، وبالتالي فكل من لم يحفظ فرجه عن غير زوجته وما ملكت يمينه فهو من العادين الملومين.


الإسلام واضح وصريح في مسألة الزواج، (من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، لكن ماذا لو لم يستطع، فعليه بالصيام فإنه له جنة، أي وقاية وحماية، فكيف بالمؤمن وهو صائم في رمضان، شهر الصيام، يلجأ إلى ما حرم الله تعالى مثل العادة السرية وغيرها؟.. الأساس في الأمر أنه يصوم ليحمي نفسه وليس العكس، فإن أكثر من الصلاة وذكر الله، وقراءة القرآن، والمحافظة على صلاتي التراويح والتهجد، لا يمكن أن يغلبه شيطانه أو هوى نفسه في الوقوع فيما حرم الله أبدًا مهما كانت الظروف، فنسأل الله تعالى أن يحفظك عزيزي السائل، ويحفظ دينك، وعليك بالإكثار من الدعاء، ولا سيما بمثل ما روى مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى».

اقرأ أيضا:

جهاز العروسة.. هل يلزم به الأب أم العريس؟