وردت رسالة من امرأة تقول إنه بمجرد أن يطلبها زوجها لمعاشرتها تشعر بالعذاب ولا تطيق أن يلمسها زوجها، فهي لا تحبه، وترى في القرب منه ألما ليس بعده ألم، ولكنها تخشى من خراب بيتها وغضب الله فماذا تفعل؟
الجواب:
من المؤلم حقًا أن يشعر الرجل بالألم حينما يلمس زوجته، وأن تشعر المرأة بالألم حين يطلبها زوجها، فالحب والإحساس بالقرب خارج عن إرادة الإنسان، وكذلك الكراهية والألم حينما يقترب أحدهما من الأخر، ولذلك نهى الشرع أن تبنى الأسر المسلمة على غير التفاهم بين الزوجين والحب والمودة، ونهى أيضا عن غصب الزوجة على الزواج ممن تكرهه، قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم: 21] {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، وقال {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} [النحل: 80].
ولكن ومع ما كتبه الله عليك من أن أصبح هذا الرجل زوجك، فعليك بطاعته لطالما كان يحسن معاشرتك، فقال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
أما إذا كان هناك كراهية مطلقة ، لا تشعرين معها بالرغبة في الاستعداد لتقبل هذا الرجل زوجًا ومعاشرته بالمعروف، فعليك بمصارحته، والاعتراف إليه برفق ولطف، وأن تصل معه لحل يرضى الطرفين، وإذا كان الفراق هو الحل فلتفارقي بالمعروف.
اظهار أخبار متعلقة
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جاءته امرأة تشكو من نفس الشكوى بأنها لا تحب زوجها بالرغم من انه رجل صوام قوام وعلى خلق حسنة، ولكنها لا تحبه وتخشى ألا تقيم حدود الله، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بطلاقها منه.
لأنه يَحرُم على الزوجة أن تمتنع عن فراش زوجها إذا دعاها إليه ما دامت على ذمته، ولم يكن ثَمَّ مانع شرعي من حيض أو نفاس أو حيض أو مرض. وقد وردت في حق من تمتنع عن زوجها قوارع تتصدع لها القلوب وترجف لها الأفئدة؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تُصبح)). وعنه كما في الصحيح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها)). وفي "المسند" وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((... والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قَتَب لم تمنعه)). وعن طلق بن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فَلتَأته وإن كانت على التَّنور))، رواه النسائي والترمذي.