اسم الله الصمد، من الأسماء التي يجب الوقوف أمامها كثيرًا، لأنه اسم يتضمن الرد من المولى عز وجل على من يتطاول عليه.. ولكن هل من الممكن أن يتطاول أحدهم على الله عز وجل؟!.. للأسف هناك من يقع في ذلك دون دراية.

يقول الله تعالى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ» (الإخلاص:1-2)، وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد».

السيد العظيم

عزيزي المسلم، الصمد يعني السيد، فلا سيد قبله سبحانه، فعن ابن عباس رضي الله عنه، أنه قال: «الله عز وجل هو السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفء، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار».. ومن ثم فإن الدعاء باسم الله الصمد إنما هو من الأمور التي حث عليها العلماء، كونه من السماء التي يستجاب بها الدعوة بإذن الله، فعن ابن عباس رضي الله عنه، أنه قال: «اسم الله الصمد يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم».

اقرأ أيضا:

"فتزل قدم بعد ثبوتها".. لا تكن سببًا في الإساءة للمسلمين وفتنة إخوانك

لا ملجأ إلا له

الصمد أيضًا تعني في اللغة أنه ملجأ منه إلا إليه، وفي ذلك يقول الإمام الشنقيطي رحمه الله: «من المعروف في كلام العرب إطلاق الصمد على السيد العظيم، وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له.. فإذا علمت ذلك، فالله تعالى هو السيد الذي هو وحده الملجأ عند الشدائد والحاجات، وهو الذي تنزه وتقدس وتعالى عن صفات المخلوقين كأكل الطعام ونحوه، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً»، فيما روى الترمذي عن أبي بن كعب، أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك، فأنزل الله عز وجل : قل هو الله أحد الله الصمد . والصمد : الذي لم يلد ولم يولد ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وأن الله تعالى لا يموت ولا يورث . ولم يكن له كفوا أحد قال : لم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء .