عندما نتحدث عن الحياة في أماكن أخرى خارج كوكب الأرض، فإن معظم الناس سيفكرون أولاً في صحراء المريخ الباردة، لكن العلماء يقولون إنه من المحتمل أن يكون هناك مكان آخر صالح للحياة على بعد 500 مليون ميل من الأرض.

ويعتقد معظم علماء الكواكب الآن أن قمر يوروبا وهو كرة من الجليد، أصغر قليلاً من قمر الأرض، يدور حول كوكب المشترى كل 3.5 يوم يوجد فيه محيط مختبئ تحت سطحه الجليدي.

وإذا كان هذا المحيط موجودًا، كما يعتقد العلماء، فإن هذا يعني أن هناك جميع مكونات نظام بيئي مزدهر على بعد حوالي 10 إلى 15 ميلًا تحت الغلاف الخارجي الجليدي للقمر، خاصةً إذا كانت أعمدة البخار العرضية التي تنبعث من سطح قمر جوفيان - كما يعتقد العلماء- ناتجة عن براكين تحت سطح البحر.

لكن الوصول إلى قاع المحيط البعيد هذا سيكون أبعد من أي تقنية متاحة حاليًا. مع ذلك، يشير بحث جديد إلى أنه قد تكون هناك "فقاعات" من الماء في الطبقة الجليدية في القمر "يوروبا"، أقرب بكثير من السطح، وهناك أيضًا فرصة كبيرة في احتوائها على شكل من أشكال الحياة الفضائية.

اظهار أخبار متعلقة

ووفقًا لصحيفة "ديلي ستار"، فإنه من المعروف أن هناك بحيرات جليدية مماثلة تحت الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية.

الفقاعات المخفية في قشرة القمر "يوروبا"

وتم التوصل إلى الدليل على وجود الفقاعات المخفية في قشرة القمر "يوروبا" من خلال تحليل جديد للصور التي التقطتها مركبة الفضاء جاليليو التابعة لوكالة "ناسا" في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويُعتقد الآن أن بقع داكنة اللون تسمى (lenticulae) على سطح "يوروبا" مرتبطة بالرواسب المالحة التي تمنع الماء من التجمد.

وقام فريق بقيادة تشيس تشيفرز في معهد جورجيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة بنمذجة هذه الفقاعات، ووجدوا أنها لن تكون موجودة إلا لفترة قصيرة نسبيًا، ومن المحتمل جدًا أن تكون موطنًا لمستعمرات الكائنات الدقيقة.

وصرح تشيفرز لمجلة "نيو ساينتست" بأن الفقاعات "ستستمر لعشرات الآلاف من السنين" ويمكن أن تكون مصدرًا لبعض أعمدة المياه الغامضة في "يوروبا".

وقال مارك فوكس باول من الجامعة المفتوحة، إنه "من الممكن تمامًا أن يكون هناك شيء ما يعيش في هذه البحيرات المعزولة من المياه المالحة"، مضيفًا: "إذا كانت هناك حياة في المحيط تحت السطح، وتم دمجها في القشرة الجليدية ثم تمت إعادة ذوبانها لاحقًا، يمكن أن يبدأ المجتمع".

لكنه أوضح، أنه "مع وجود الفقاعات لبضعة آلاف من السنين فقط قبل إعادة تجميد أي مستعمرة من الميكروبات فيها سيكون "مجتمعًا محكومًا عليه بالفشل".

هدف مثير للاهتمام

وقال ستيف فانس من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا" في كاليفورنيا، إن احتمالية وجود ماء سائل قريب جدًا من سطح "يوروبا" سيجعل هدفًا "مثيرًا للاهتمام حقًا" لمهمة "يوروبا" المستقبلية.

وأضاف: "يبدو الحفر خلال كيلومتر واحد من الجليد أسهل بكثير من الحفر لمسافة خمسة كيلومترات أو أكثر".

ستيف هو جزء من الفريق العلمي لمهمة بعثة التحليقات المتعددة حول "يوروبا"، التابعة لوكالة "ناسا"، والتي من المقرر أن تقلع في عام 2024. ستحمل المركبة المدارية رادارًا لاختراق الجليد لتحديد سمك القشرة الجليدية للقمر والبحث عن البحيرات الجوفية. وستساعد قياسات الجاذبية أيضًا في تأكيد وجود محيط "يوروبا" الجوفي.

وستستغرق المهمة حوالي ثلاث سنوات للخروج حتى كوكب المشتري، لذلك يمكن لفريق معهد جورجيا للتكنولوجيا أن يتطلع إلى تأكيد نظرياته في وقت ما في نهاية عام 2027.