مرحبًا بك يا عزيزتي..
التحرش إساءة جنسية بالغة، وتسوء كلما كانت التفاصيل سيئة، وهذه الإساءة يا عزيزتي تترك آثارًا وخيمة على النفس، إذ تهدم البنيان النفسي للشخص، لذا فمن الطبيعي والمحزن في آن أن تشعري بعدم الأمان، لقد تجذر الشعور السلبي للغاية هذا مبكرًا جدًا بداخلك، وتغول، بسبب التكرار البشع الذي تعرضت له من تحرش من أشخاص كثر.
إن من نافلة القول يا عزيزتي التعريف بأن مهمة الأسرة الأولى هي "الحماية" وتوفير الأمان المادي والمعنوي، وهو ما لم يحدث، فالفقد لشكل الأسرة السوي، ثم فقد الأم على وجه الخصوص كان وبالًا عليك بالفعل، فهذا الفقد بسبب الترك أوصل إليك رسالة مفادها أنك لا تستحقين ولست ذات قيمة لتهتم بك والدتك ولا تتركك، وأنها فعلت هذا لأنها تكرهك، وعلى الرغم من أن هذه الرسالة خاطئة، ووالدتك لم تقصد هذا المعنى، إلا أن هذا ما حدث، لذلك تكرهين أنت نفسك الآن، بصورة واضحة، ولكن هذه الكراهية للنفس قديمة قدم الترك لك من والدتك، هكذا استقبلت وكونت صورتك عن نفسك من وقتها.
أما تعرضك أكثر من مرة للاستباحة الجسدية بالتحرش فقد أورثك الشعور بالذنب تجاه جسدك ونفسك، مما ضاعف من الشعور بكراهيتك لنفسك!
هذا هو ما حدث يا عزيزتي، أضعه أمام ناظريك لتتفهمي نفسك، وما حدث لك، لتترفقي بهذه النفس، لا أن تفكري في الخلاص منها.
أنت تستحقين الاحترام والتقدير والحب والاهتمام يا عزيزتي، وطفلتك معك ومثلك تستحق هذا كله، هذا ما يجب أن تصدقي فيه، وأنت شخص قوي استطاع على الرغم من هذا كله تكوين أسرة بالزواج والانجاب، وهذه نقلة رائعة وفقت إليها وكل ما عليك هو أن تكملي المشوار، ورحلة الحياة الطيبة.
جرحك النازف بسبب اساءات الطفولة الجنسية لابد من تنظيفه وتضميده يا عزيزتي، جرحك الذي تسبب لك في الاكتئاب الآن والرغبة في الانتحار لابد من المسارعة لعلاجه، وهذا العلاج والتعافي لابد أن يكون على يد متخصصة نفسية، فأنت في أمس الحاجة لداعم نفسي تجدين معه الرعاية والخصوصية والأمان والسرية، حتى تتحرري من سجن الماضي وآثار الاساءات المشوهة للشخصية التي أصابتك، فنفسك تستحق الحب لا الكراهية، ونفسك تستحق الانقاذ وطفلتك كذلك، فلا تترددي في طلب هذه المساعدة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟