أعيش فترة من أصعب فترات حياتي، حيث اعتدت تصوير النساء دون علمهن، سواء في المترو أو أي وسيلة مواصلات، ثم احتفظ ببعضها، خصوصًا تلك التي يكون فيها بعض الإثارة.. لكني أعود وأندم على ما أفعل وأخشى من عقاب الله، لكن سرعان من تحدث لي انتكاسة، وأعود إلى ما كنت عليه.. فكيف الحل والخروج عن هذا المرض اللعين؟
رسالة أرسلها شاب، تحمل في طياتها أمراض كثيرة باتت تحيط بمجتمعاتنا العربية والإسلامية في كل مكان، وبالتالي بات من الواجب الاهتمام بها، للخروج من هذا الداء العظيم، لأنه للأسف مما ابتلي به المسلمون هذه الأيام انتشار ظاهرة تصوير النساء عبر التليفون المحمول ثم إعادة بث الصور من خلال الكمبيوتر والإنترنت لتقع صورهن في أيدي الشباب العابث.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟التحريم التام
اتفق جميع العلماء على تحريم تصوير النساء بغير علمهن، بهدف الإثارة أو لنشر صورهن عبر أي وسائل مهما كانت، لأن ذلك يدخل ضمن باب إشاعة الفاحشة بين الناس، ولا شك أن هذا منكر عظيم وكبيرة من الكبائر، قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (النور:19).
الله عز وجل من الأساس حرم تمامًا أي فعل قد يؤدي لأي أذى نفسي أو بدني للنساء، ومن أسباب تحريم هذا التصوير أيضاً أنه يشتمل على أذية المؤمنين والمؤمنات، فإن من تم تصويرها بما يظهر عورتها أو يهتك عرضها، لا ريب أنه من أشد الأذية لها.
يقول الله عز وجل: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا» (الأحزاب:58)، وهذا عام في كل ما كان من أذية المؤمنين والمؤمنات، كما ثبت في جامع الترمذي وغيره عن نافع عن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيِّروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.