النصيحة للمسلمين وللخلائق أجمعين من سنن المرسلين، قال الله تعالى إخبارا عن نوح عليه الصلاة والسلام: "ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون".
واعلم أن جرعة النصيحة مرة لا يقبلها إلا أولو العزم.
وقال ميمون بن مهران: قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.
وفي منثور الحكم: "ودك من نصحك وهجرك من مشى في هواك".
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن شئتم لأنصحن لكم إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله تعالى إلى عباده ويعملون في الأرض نصحا.
اقرأ أيضا:
كيف تطيل عمرك وتعمر بيتك بالأعمال الصالحة؟معنى وأنواع النصيحة:
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة» .
قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم.
1-فالنصح لله هو وصفه بما هو أهله وتنزيهه عما ليس له بأهل، والقيام بتعظيمه، والخضوع له ظاهرا وباطنا، والرغبة في محابه والبعد عن مساخطه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، والجهاد في رد العصاة إلى طاعته قولا وفعلا.
2- والنصيحة لكتابه إقامته في التلاوة، وتحسينه عند القراءة. وتفهم ما فيه، والذب عنه من تأويل المحدثين وطعن الطاعنين، وتعليم ما فيه للخلائق أجمعين. قال الله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب".
3- والنصيحة للرسول عليه السلام إحياء سنته بالطلب لها وإحياء طريقته في بث الدعوى، وتأليف الكلمة، والتخلق بالأخلاق الطاهرة، والنصيحة للأئمة معاونتهم على ما كلفوا القيام به بتنبيههم عند الغفلة، وإرشادهم عند الهفوة، وتعليمهم ما جهلوا، وتحذيرهم ممن يريد بهم السوء، وإعلامهم بأخلاق عمالهم وسيرتهم في الرعية، وسد خلتهم عند الحاجة، ورد القلوب النافرة إليهم. والنصيحة العامة للمسلمين الشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم والرحمة لصغيرهم وتفريج كربهم وتوقي ما يشغل خواطرهم، ويفتح باب الوسواس عليهم.