أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

أمام العدل الإلهي.. حدد حرثك: إما الدنيا وإما الآخرة

بقلم | أنس محمد | الاثنين 24 مايو 2021 - 11:35 ص


 تتجلى قضية العدل الإلهي في القرآن الكريم، من حيث الثواب والعمل، فقد كتب الله على نفسه أن يرزق المؤمن والكافر، وأن يكون للإنسان من جزاء بقدر سعيه في الدنيا، قال تعالى: " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".

كل إنسان له عمله، فمن يعمل عملاً صالحًا له ثوابه ومن يعمل عملاً سيئًا فعليه وزره، ومن سعى في إنجاز شيء أخذ بأسبابه وفقه الله إليه، فقد ربط الله سبحانه وتعالى النجاح بالأخذ بالأسباب.

وتجلت قضية العدل الإلهي بشكل أكثر في أن تكون الدنيا هي بوابة للأخرة، فمن عمل في الدنيا لكي ينال الأخرة وفاه الله ثوابه في الاخرة، ومن اقتصر عمله على التحصيل من متاع الدنيا ولهوها فقط يؤته الله منها ولكن ليس له في الاخرة من نصيب.

لذلك يقول الله تعالى في سورة "الشورى: "مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (20)".

فقد جعل الله تعالى للدنيا حرثا وزرعا، وجعل للآخرة حرثا وغرسا؛ فمن حرث للدنيا أوتي منها ما كتب له، ولكنه يخسر الآخرة، ومن حرث للآخرة فاز بالآخرة ولم يفته ما قدر له من الدنيا، بل تأتيه دنياه وهي راغمة.

وقد بين الله تعالى من حكمته وقمة عدالته، أن الجزاء لمن صبر في الدنيا حبا في الاخرة، يجب أن يكون مضاعفا، فليس من العدل أن يكون جزاء من أراد الخير فورا في الدنيا، مثل جزاء من صبر على الخير لحين البعث في الأخرة.

لذلك جعل الله ثواب الآخرة مضاعفًا، وحسنة حرث الآخرة مباركة، ويبقى أثره ونفعه لصاحبه؛ لأنه تعامل مع الله تعالى، بخلاف حرث الدنيا فإنه غير مبارك ولا مضاعف ولا يبقى لصاحبه؛ فهو زائل عنه بالموت، والدنيا بأسرها زائلة بالآخرة ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾.

فزيادة حرث الآخرة ومباركته ومضاعفته ثابت بالقرآن الكريم ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ﴾ وفي آية أخرى ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾. 

ثمرة حرث الأخرة

ومن ثمرات حرث الآخرة أن الله تعالى يوفق صاحبه للازدياد منه، والتلذذ به، فكلما عمل عملا صالحا قاده إلى غيره، وهذا معنى من معاني الزيادة في قوله سبحانه ﴿ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ﴾ أي: نفتح له أبوابًا أخرى من الخير، وندله على أعمال صالحة ما كان يعملها، ونعينه على عملها. ولا يوفق لذلك إلا أصحاب الإرادة وأولو العزائم.

لذلك شبه الله عز وجل الجزاء في الأخرة بالحرث، لأن الحارث يتعب في حرثه وزرعه وغرسه لما يرجو من غلته وثمرته، وبقدر صواب حرثه في أرضه، وزرعه في وقته، وجده في عمله تؤتيه الأرض أكلها، وقد يجتهد ويتعب في حرثه وزرعه ولا تنتج أرضه؛ وذلك كمن زرع الزرع في غير أوانه، أو بذر البذر في غير مكانه، وهذا كمن دان بغير الإسلام، أو خالف السنة في عمله..

فكم يتعب أحبار اليهود ورهبان النصارى، وسدنة المعابد الوثنية، ويوقفون حياتهم كلها على معبوداتهم، وينقطعون لها في معابدهم، ولكن ليس لهم من عبادتهم نصيب، لأنها عبودية صرفت لغير من يستحقها، وذلك كمن حرث في غير أرض الزرع فليس له من حرثه زرع ولا ثمر مهما تعب.

 قال الله تعالى فيهم ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ وفي آية أخرى ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ فأخبر الله تعالى أن لهم سعيا وعملا وحرثا وزرعا، ولكنه لا ينفعهم، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا ﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ ﴾.

فلا ينفع عمل الآخرة إلا بتحقيق الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وذلك بالإيمان والإخلاص في العمل واتباع السنة، وإلا كان عملا في غير محله فلا ينفع صاحبه مهما اجتهد فيه، كما لا ينفع الحارث زرعه مهما اجتهد إن وضعه في غير أرضه أو زرعه في غير وقته.

 وأما من أراد حرث الدنيا فإن الله تعالى لا يعطيه منها إلا ما قُدِّر له ﴿ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ فأخبر سبحانه أنه مبخوس الحظ في الآخرة، ليس له فيها أي نصيب. وجاء هذا المعنى في قول الله تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﴾.

وقال تعالى:﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من كانت الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ الله غِنَاهُ في قَلْبِهِ وَجَمَعَ له شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كانت الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ الله فَقْرَهُ بين عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عليه شَمْلَهُ ولم يَأْتِهِ من الدُّنْيَا إلا ما قُدِّرَ له) رواه الترمذي وابن ماجه.

اقرأ أيضا:

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

الكلمات المفتاحية

العدل الإلهي حرث الدنيا حرث الاخرة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تتجلى قضية العدل الإلهي في القرآن الكريم، من حيث الثواب والعمل، فقد كتب الله على نفسه أن يرزق المؤمن والكافر، وأن يكون للإنسان من جزاء بقدر سعيه في ال