أخبار

كيف أعرف أن بر الوالدين لوجه الله، أو حبا في الوالدين؟

النصيحة الأولى لفقدان الوزن: عليك بهذا الأمر خلال اليوم

أمراض قاتلة تكشفها الأسنان.. تعرف عليها

تشابهت عليك الأمور في تربية أولادك.. يكفيك هذا الأمر

"لئن آتانا لنصدقن ولنكونن من الصالحين".. العهد الذي تجهل خطورة فتنته

علاقتنا مع الله بين الخوف والرجاء.. كيف نوازن بين الأمرين؟

كيف تتعامل مع الارتفاع الجنوني في الأسعار؟.. حل إيماني

قانون "الإزاحة".. هل سمعت عنه يومًا؟

معرفة أشراط الساعة.. تزيد إيمانك ويتحقق بها الاتعاظ.. وفوائد أخرى تعرف عليها

قصة حقيقة يكشفها عمرو خالد.. كيف تحل مشاكلك في الحياة بالفضفضة مع الله؟

ماذا تفعل عندما يتعامل ابنك المراهق معك بـ"وقاحة"؟

بقلم | ناهد إمام | الاثنين 24 مايو 2021 - 08:00 م

ابنتي عمرها 16 سنة، ومشكلتي أنها لم تعد تلك الفتاة المؤدبة، اللطيفة، الودودة التي ربيتها.

أصبحت شخصًا آخر فاق توقعاتي، فأنا أجد منها صدودًا، وتجاهل، وسخرية، وإحراج أمام الناس، ومجادلة باستمرار، بل وإلقاء الكلمات الجارحة بدون تردد ولا ندم ولا اعتذار.

أنا مرهقة، ومتعبة نفسيًا جدًا بسببها، ما الحل؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

كان الله في عونك سيدتي الأم الطيبة وعون ابنتك أيضًا، فهذه المرحلة سميت بأنها "مراهقة" لأنها بالفعل "مرهقة" للشخص نفسه وذويه.

وبحسب الاختصاصيين، فإن الكثير من التصرفات الوقحة للمراهق هي جزء من عملية اكتشافه لنفسه كشخص مستقل، وهذا ليس عيبًا فيه، ولن يصاحبه بقية حياته، ولكنها فقط مرحلة نمو.

ففي هذه المرحلة الانتقالية بين الطفولة والنضج، يتغير سلوك المراهق، ودماغه من حيث التركيب والعمل، ومن ثم تصيبه التقلبات المزاجية، التي تجعله فظًا، وحساسًا بشكل زائد، وغالبًا ما يقل احترامه لوالديه عن ذي قبل.

إن المشكلة لا تخص ابنتك وحدها، ولا تخصك وحدك، بل تحدث لدى جميع الأسر مع فروق فردية وأخرى ثقافية تختلف من مجتمع لآخر.

ومن هنا، أنت مطالبة يا عزيزتي بتفهم ما تمر به ابنتك، نعم، هي لم تعد المطيعة، الودودة، التي تسمع الكلام، لأنها ببساطة لم تعد الطفلة، بل شخص على طريقه لأن يصبح ناضجًا، راشدًا.

نعم من حقك الغضب بشأن الفظاظة، والوقاحة، لكنها ليست بسبب شخصية ابنتك، وليست دائمة، هي مرحلة عنيفة وستمر، فالمراهق بسبب التغيرات التي ذكرتها لك لا يستطيع التعامل كما الراشد بسيطرة على مشاعرة نتيجة لسرعة تغيرها، ولا التحكم في ردود أفعاله أيضًا، فيتحول هذا كله لصور تعبير وقحة وفظة، وقد يصبح شديد الحساسية بشكل زائد.

في الطريق لأن تصبح ابنتك شخصًا ناضجًا راشدًا، لابد أن تتعلم كيف تعبر عن أفكارها باستقلالية، وكيف تتعامل مع الإختلاف في الرأي ووجهات النظر، وكيف تصبح قادرة على اتخاذ قراراتها، وتخطط لمستقبلها، وتقابل كل المعطيات في الحياة بتفكير نقدي، وتجرب، وتستكشف، وتحاول، فتفشل، وتنجح، ومن ثم فلابد أن تدفع كل هذه الأثمان!

ما نراه نحن كآباء وأمهات "عنادًا"، و "تمردًا"، هو محاولة للاستقلالية العاطفية من جانب الأبناء، بفرض وجهة نظرة ورؤيته ورأيه وبتحدي ليثبت وجوده ولو من خلال الصراع والشجار!

وأخيرًا، ليس المطلوب منك الاستسلام لهذا كله يا عزيزتي وإنما التفهم، والاستجابة بوعي، فابنتك "مهزوزة" بسبب مرحلتها والمطلوب منك ألا تتجاوبي مع اهتزازاتها بل تقابليها بثبات ووعي، وتجاوب ومرونة، وفي ظل هذا الوضع سيكون انتقالها للنضج أسلم وأكثر سهولة وأقل حدة.

اقبلي أنها لم تعد بالفعل تلك الطفلة التي ربيتها، هذا واقع، وحقيقة، ومنطقي للغاية، وأنها ستتغيير، بل هي بالفعل تتغير، وهذا منطقي وواضح ولابد من قبوله، والتعامل وفقه، لا وفق الماضي.

تغيري أنت أيضًا، وذلك بمراعاة احتياجات المراهق التي تختلف عن احتياجات الطفل.

فالمراهق يحتاج إلى الثقة، الحب، المشاركة، لا التوجيه والأمان واتخاذ القرارات بالنيابة، وهكذا، فانتقال ابنك يستلزم تجاوبك مع انتقالها بالانتقال له، لا الثبات عند مرحلة فائتة، ولا التعامل مع فظاظتها على أنها عدم احترام متعمد أو إهانة شخصية ومن ثم الدخول معها في معركة خاسرة.

وأخيرًا وازني يا عزيزتي بين تفهمك لمرحلة ابنتك، وكسبك لها باحترامك لشخصها وللعلاقة، وحبك لها، وانصاتك بتعاطف، وبين ضرورة ضبط الأمور إذا ما خرج التوقح أو الفظاظة عند خطوطه الحمراء، ووصل إلى حد خرق قواعد وأخلاقيات ومعالجة الأمر بحسم وصرامة.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

خيانة زوجي جعلتني أفكر في خيانته.. بم تنصحونني؟

اقرأ أيضا:

عملي استهلكني بلا طائل.. كيف أتصرف؟



الكلمات المفتاحية

مراهقة استقلالية عاطفية توقح فظاظة احتياجات الراشد تقلبات مزاجية أثمان رفض

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ابنتي عمرها 16 سنة، ومشكلتي أنها لم تعد تلك الفتاة المؤدبة، اللطيفة، الودودة التي ربيتها.