أحب متابعة المسلسلات التاريخية، لكن كثير منها يتضمن أسماء آلهة، ومواقف تعني أن هؤلاء كافرون بحكم نص المسلسل.. فهل عليّ ذنب في ذلك؟ 

الجواب:

بداية يجب التوضيح أن هذه المسلسلات إن كان الهدف توضيح كيف كان الناس قبل الإسلام في ظلام دامس، وجهل محدق، وكيف أن الإسلام جاء لينير لهم دنياهم ويبصر لهم طريقهم، فليس هناك ما يمنع ذلك، مع الفهم بما يهدف إليه المسلسل.. أما إذا كان غير ويدعي أنهم كانوا على حق -وبالتأكيد ليس هناك أي مسلسل يحمل هذا المعنى - فإنه يجب عدم متابعتها.. وإن لزم الأمر فيكون وأنت موقن في الله عز وجل، وأن ما تتابعه إنما لا يمت للإسلام بصلة.. والتبرئة منه لحظة بلحظة.


من الأمور المهمة جدًا أن يعلمها كل مسلم، أن الإسلام لا يحمل أبدًا في مضامينه تكفير الآخر، إلا رجل أعلن ذلك صراحة بنفسه ولنفسه فقط، وحينها يرد عليه من قِبل المؤسسات المعنية وهو الأزهر لاشك.. وليس عوام الناس.. وبالتالي لا يمكن أن يحسب رجل ما يشاهد مسلسل فيه بعض المشاهد التاريخية وتقديم بعض ما كان يحدث بما أنه من الجهل الكبير من آلهة وما إلى ذلك، ثم نقول له: أنت كافر لمجرد المشاهدة.. فهذا الكلام ليس له علاقة بالإسلام من الأساس.. لأن الأصل هو النية.. ومن كانت نيته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت نيته امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.. تلك هي الأسس.. وبالتأكيد النية محلها القلب ولا يعلمها حتى رقيب وعتيد، وإنما يعلمها الله جلا في علاه فقط، فكيف نحاسب الناس على نواياهم، والله وحده هو الذي يعلم متقلبهم ومثواهم؟!.

اقرأ أيضا:

هل يجب الصلاة على النبي كلما ذكر اسمه؟

المشتبهات

أيضًا من الأمور الهامة في هذا الأمر، البعد عن المشتبهات، فلا تضع نفسك محل شك، ثم تقول لماذا الناس يشكون فيّ؟.. فإن كان مسلسل ما بالفعل يحمل في طياته أساليب لا يوافقها الإسلام على الإطلاق.. ثم تتتعمد أن تشاهده، فهذا موضع سوء وشك.. والأفضل الابتعاد عن مثل هذه الأمور، خصوصًا أن مشاهدة مسلسل لن تزيد أو تنقص في شيء، وليس لها من الفوائد أي شيء.. وبالتالي البعد عنها لهو الأمان من الوقوع في خطأ ما.. فقد روى الإمام مسلم بسنده عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الحلال بين وإن الحرام بيّن وبينهما مشتبهات لايعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، إلا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».