أنا فتاة في الثامنة عشر من العمر، وقد تحرش بي أحدهم للأسف، ورأيتني لا أستطيع حماية نفسي، وظل هكذا، حتى خرج مني دماءً خفيفًا، لكني أخشى تمامًا أن أخبر أهلي.. فما الحل.. وهل مازلت عذراء أم ماذا؟
التحرش لاشك إنما هو إرهاب يمارس ضد الفتيات، وللأسف مجتمعاتنا مليئة بمثل هذه الأمور التي نهى عنها الإسلام تمامًا، وبالتأكيد من وقع فيه، فإنما سار في طريق الشيطان، وابتعد عن طريق الله عز وجل، قال الله تعالى: « وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ » (الزخرف: 36).
والمتحرش قولاً واحدًا خرج من باب الإيمان تمامًا، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن»، وبالتالي فهو إيمانه ناقص.. وعليه يجب على كل شاب أن يراعي الله عز وجل في إماء الله، لأن عذاب الله شديد، والله لا يترك حق الأمة مهما مرت الأيام وتباعدت السنوات.
أما بخصوص السائلة، فمؤكد أن عليها أولا أن تستشير طبيبة، ولا حرج في ذلك أبدًا، فالأطباء الآن باتوا يراعون مثل هذه الأمور الحساسة، وإن كان أحد الأطباء يقول ردًا على ذلك: إن نزول الدم الخفيف لا يعني فض غشاء البكارة، ربما وقع بعض الجرح، أو ربما الاضطراب والتوتر كانا السبب في نزوله، لذا للتأكد وجب استشارة طبيب مختص، ولعل الأمر يكون بسيطًا بإذن الله.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟دور الوالدين
التحرش يأتي به أصحاب القلوب الجاحدة، وعديمي الضمير، لذا وجب الآن وفي مثل هذه الأيام الصعبة، مع ازدياد حالات التحرش في المجتمعات شتى، أن ينتبه الآباء لأبناءهن، ولا يتركوهن مع أي أحد سواء كان غريب أو قريب، ففي الصحيحين وغيرهما عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت»، فعلى الوالدين أن يقوما بمسئوليتهما تجاه الأبناء بمنتهى المتابعة الجيدة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».