كانت لي جدة تشدد دومًا على أهمية تغطية الأواني ليلا قبل النوم، كما كانت تشدد علينا ألا نضحك ونحن في الحمام، أو حتى نتكلم في الحمام، كما أنها كانت تمنع أخي من الخروج وقت المغرب، وتخشى عليه من الشياطين كما كانت تقول.. فهل أفعل مثلها.. وهل هذا بالفعل أمرًا من الإسلام أم من الخرافات؟.


كثيرة هي الأفعال التي كان يحافظ عليها أجدادنا، ومن ثم تربينا وكبرنا، واصبحنا نتكبر عليها، لكن لو نعلم أن الكثير منها، إن لم يكن جميعها من الضروري جدًا إتيانه، لما فرطنا في واحدٍ منها.. وبالتالي بالتأكيد من هذه الأمور ما ذكرته السائلة.. وهي أمور صحيح كانت تحافظ عليها الجدات، لكان هي لها أساس من الشرع بالفعل.

الإرشاد النبوي

رسولنا الأكرم منحنا العديد من النصح والإرشاد، لنستخدمها في مناحي حياتنا اليومية، ومن ذلك الأمر بتغطية الأواني في الليل مع ذكر اسم الله، وكف الصبيان عن الخروج عند مغيب الشمس حتى تذهب شدة الظلمة، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: « إذا استجنح الليل، أو قال: جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك، واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك، واذكر اسم الله، وأوك سقاءك، واذكر اسم الله، وخمر إناءك، واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا »، فتبين أن النهي هو في وقت المغيب حتى ذهاب الظلمة، وليس في الليل كله، ومن ثم لا يمكن أن يحذرنا نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم من شيء ما، إلا ويكون بالفعل خطر محدق بنا.. فعلينا التسليم به أيما تسليم.

اقرأ أيضا:

من ومضات شهر المحرم وفضائله.. كيف تلتمس النجاة كما التمسها موسى؟

دخول الحمام

أيضًا من الأمور البسيطة التي علمنا إياها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، هي آداب دخول الحمام وأثناء وجودنا فيه، وخروجنا منه، فإذا دخلت فعليك أن تقول: «أعوذ بك من الخبث والخبائث»، وإذا خرجت تقول: «غفرانك».. أما أثناء وجودك في الحمام، فيجب ألا يلمس الإنسان عضوه بِيده اليمنى بل بِيده اليسرى، وألا يزيل النجاسة من عضوه بِيده اليمنى بل يفعل ذلك بِيده اليسرى، وعدم كشف العورة إلا بعد القرب من الأرض أو مكان قضاء الحاجة، وعدم الشروع في قضاء الحاجة إلا بعد المكوث على مكان قضاء الحاجة أو التقرب بشدة من الأرض منعاً لرش البول أو تلويث نفسه وثيابه، كما أمرنا نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، بضرورة التنزه من البول، فعن سيدنا أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استئزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه»..


أيضًا يكره الكلام في الحمام، لما روى ابن عمر قال «مر بالنبي صلى الله عليه وسلم رجل فسلم عليه وهو يبول، فلم يرد عليه».