إن الغيبة المحرمة هي ذكر الإنسان لأخيه بما يكرهه، مثل الأمور التي فيها تنقيص له، أو مس من كرامته أو استهزاء به، أو ذكر شيء من عيوبه ومساوئه ونحو ذلك، ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فقد بهته.
حكم الاستماع للغيبة:
الغيبة محرمة، بل هي من كبائر الذنوب على الراجح، والاستماع للغيبة محرم، فالمستمع شريك المغتاب ما لم ينهه عن هذا المنكر
والله تعالى هو أحق من خافه العبد واستحيا منه، ومن ثم فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى وتتركي سماع الغيبة، وتلطفي لأمك في الإنكار وبيان حكم الشرع، وحاولي أن تتكلمي معها فيما يعود عليكما بالنفع في دينكما ودنياكما، وإذا علمت منك أمك أنك لا تستمعين الغيبة ورأت إصرارك على إنكار هذا المنكر فستكف عنه.
الفرق بين الغيبة والنميمة:
فإن الغيبة هي: ذكر المسلم أخاه المسلم بما يكره في حال غيبته، أما النميمة: فهي نقل الكلام على وجه الإفساد بين شخصين أو أشخاص. وبذلك تعرف الفرق بينهما، وكلاهما حرام شرعا ومذموم طبعًا.
حالات الغيبة المباحة:
الأولى: التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان أو القاضي، وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول المظلوم عن الظالم: سرقني أو ظلمني، ولا شك أن ذكر الغير بأنه سارق أو ظالم مما يسوء، ولكن جاز ذكره للتظلم.
الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر، ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته: فلان يعمل كذا فازجره عنه.
الثالث: الاستفتاء، بأن يقول للمفتي: ظلمني فلان أو أبي أو أخي بكذا فهل له كذا؟ وما طريقي للخلاص ودفع ظلمه عني؟
الرابع: تحذير المسلمين من الشر، كجرح المجروحين من الرواة والشهود والمصنفين، ومنها: إذا رأيت من يشتري شيئا معيبا ، أو شخصا يصاحب إنسانا سارقا أو زانيا أو ينكحه قريبة له ، أو نحو ذلك ، فإنك تذكر لهم ذلك نصيحة، لا بقصد الإيذاء والإفساد.
الخامس: أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته، كشرب الخمر ومصادرة أموال الناس، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر.