كثيرون يشتكون هذه الأيام، مع دخول فصل الصيف، من انتشار النمل في كل المنازل، وفي كل مكان، وبالتالي يكثر السؤال حول جواز قتله.. فهل بالفعل يجوز قتل النمل، أم أن هناك أمرًا آخر؟..

يقول العلماء: إن الأصل عدم جواز قتل النمل، لما رواه أحمد، وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد، لكن إن هجم النمل على الإنسان في أمتعته، أو في أماكن من مسكنه، كالمطبخ، والحمام، ونحو ذلك، ووصل الأمر إلى حد الإيذاء، ولم يمكن التخلص منه إلا بقتله؛ جاز له قتله.

هذا النوع لا تقتله

بعض العلماء، الذين يفهمون في أنواع النمل، نهوا تمامًا عن قتل النمل الأحمر الكبير حيث أن هذا النوع لا يسبب ضرا بحال بإذن الله. والحق أن الأصل في النمل أنه لا يجوز قتله ولا يجوز الخروج عن هذا الأصل إلا إذا ثبت أن النمل من النوع الذي يؤذي ولم يمكن التخلص منه بغير القتل، لكن في حالة ما إذا أراد قتل النمل، فلا يجوز له قتله بالنار، أو بالماء الساخن، فعن عبد الرحمن بن عبد الله قال: كنا مع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله»، وفي رواية أخرى: «لا يعذب بالنار إلا رب النار».

اقرأ أيضا:

من ومضات شهر المحرم وفضائله.. كيف تلتمس النجاة كما التمسها موسى؟

نمل الحمام والمطبخ

أما عن انتشار النمل في الحمام والمطبخ تحديدًا، فإن الخلاص منه لا ضرر عليه، طالما يؤذي البشر، ويترك أثرًا في طعامهم وشرابهم، أما إن لم يكن مؤذيًا فلا يجوز قتله بكل تأكيد، لكن إن تم وقتل أحدهم النمل بالماء الساخن حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك،، فلا كفارة في قتل النمل بالماء الساخن إلا التوبة ، ولكنه لا مؤاخذة على الصغير قبل البلوغ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم : الصبي حتى يحتلم».. انظر للرحمة النبوية.. يضع أسس في كل شيء، حتى في التعامل مع الحشرات، ومن يستحق القتل ومن لا.. وحتى في قتله لا يجوز استخدام النار، فكلما تعمقت في هذا الدين العظيم وجدت أنه عظيم نزل من أعظم العظماء على أعظم البشر، ولاشك في ذلك.