أوصى الإسلام بمعاملة كبار السن خاصة معاملة حسنة والإحسان ليم واحتمال لأذاهم والصبر على مطالبهم وتأكيد الإسلام على هذه المعاني يل على أن الإنسان في هذه المرحلة له طبيعة خاصة تختلف عما كان عليه قبل ذلك وهو ما أيده الواقع وفصله علماء علم الاجتماع.. ويبقى السؤال: لماذا يختلف كبار السن على غيرهم وما هي مطالبهم في هذه المرحلة؟
ما الذي يحتاجه كبار السن؟
وهذا السؤال حينما نظر فيها علماء الاجتماع أدركوا كمًا غير قليل من مشاعر كبار السن وحوائجهم النفسية التي تفوق مطالبهم المادية، وهذه المطالب يمنكن الإشارة إليها فيما يلي:
كبار السن يرقدون ولا ينامون، وقد يأكلون ولا يهضمون، وقد يضحكون، ولا يفرحون، وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم.
كبار السن : يؤلمهم بُعدُك عنهم ، وانصرافك من جوارهم ، واشتغالك بهاتفك في حضرتهم .
كبار السن : لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا قبل فانتبه ولا تكن من الحمقى فتشقى !
كبار السن: حوائجهم أبعد من طعام وشراب وملبس ودواء بل وأهم من ذلك بكثير ، فهل من عاقل .
كبار السن : قريبون من الله دعاؤهم أقرب للقبول ...
فأغتنم قبل نفاد الرصيد .
كبار السن : فقدوا والديهم وفقدوا كثيراً من رفقائهم ، فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان .
كبار السن : الكلمة التي كانت لا تريحهم حال قوتهم الآن تجرحهم والتي كانت تجرحهم الآن تذبحهم !!
كبار السن: لديهم فراغ يحتاج عقلاء رحماء يملؤونه .
كبار السن : يحتاجون من يسمع لحديثهم ، ويأنس لكلامهم ، ويبدو سعيداً بوجودهم .
كبار السن : غادر بهم القطار محطة اللذة ، وصاروا في صالة انتظار الرحيل.
ينتظرون الداعي ليلبوه .
كبار السن : يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم ، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم ، ويداً حانية تمتد لأفواههم ، وعقلاً لا يضيق برؤاهم .
كبار السن : هم الأب ، والأم ، والجد ، والجدة ، وسواهم من ذوي القرابات ممن شابت شعورهم ويبست مشاعرهم .
ولهذا فينصح من يتعامل مع كبار السن بأن يكون واسع الأفق صبور يحتمل مطالبهم ولا يتضجر منها ويتفهم طبيعة المرحلة التي هم فيها الآن ويتعاملون بصبر وحكمة معهم.
كيف نتعامل مع كبار السن؟
وبعد معرفة طبيعتهم وتفهم طبيعة المرحة يلزم التنويه إلى كيفية اتعامل معهم، حيث ينصح بالآتي:
-اجعلهم يعيشون أياماً سعيدة ، ولياليَ مشرقة ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ماتعة من البر والسعادة حتى إذا خلا منهم المكان لا تصبح من النادمين .
-كن العوض عما فقدوا ، وكن الربيع في خريف عمرهم وكن العكاز فيما تبقى .
وأحسن إليهم ولا تعاملهم بالمثل وطوبى لمن أحسن إليهم وسلامٌ على كبار السن، وسلامٌ على من يراعون كبار السن، وليعلم من يحسن إليهم أنهم يومًا سيكونون في هذه المرحلة وسيحتاجون من يتعامل معهم بحكمة ومن أحسن قيض الله له من يحسم إليه، وقديما قيل: من زرع حصد فهم كبار السن الآن ، وسيذهبون وعما قليل ستكون أنت هذا الكبير المسنَّ ... المقبل .. فاحذر وانظر ما أنت صانع وما أنت زارع وذله كانت عنيا الإسلام بهم عناية خاصة حيث أمر بالإحسان وهو ما يعني مستوى أعلى من العدل ومعاملتهم بمعاملاتهم بل يفترض أن تعاملهم إن أساءوا بالحسنى.
عناية الإسلام بكبار السن :
وتظهر عناية الإسلام بكبار السن في أمور كثيرة أهمها التوقير واحترمهم في المجتمع المسلم ، فهو يتعامل معه بكل توقير واحترام ، يحدوه في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا"، ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الممارسات العملية في حياة المجتمع المسلم، وأخص هؤلاء معاملة الوالدين معاملة حسنة فهم أول الناس بك وأنت أولى الناس بهم ولهذا قال ربنا: "وبالوالدين إحسانا"، ومن عناية الإسلام بهم أن شرع لهم ما يحميهم حتى في ساعة القتال إن كانوا على غير الإسلام روى أبو داود عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين".