أخبار

أفضل طرق الاستحمام الصحية

شرب الشاي يقلل من خطر إصابة النساء بكسور الفخذ

من هم الأوابون وكيف ترتقي لعملهم؟

سنة نبوية مهجورة.. من أحياها جلب الله له صفاء النفس وأذهب عنه عناء البدن

الخداع صفة ذميمة ترفضها العقول السوية وتحرمها الشرائع .. هذه بعض صوره

الذوق.. خلق إسلامي ورقي وتحضر.. كيف تتحلى به في هذه المواقف؟

9فضائل تجعل الصلاة في وقتها أحب الأعمال إلي الله ..سبب لرضا ربك وأداة لفتح المغاليق

"رمان كسرى" و"مغنية لنجل أحمد بن طولون".. أغرب ما ورد في العدل

سنن مهجورة بعد الوضوء.. احرص عليها لمن يريد البركة في البيوت

أفضل صدقة جارية وهدية للغاليين اللى رحلوا من حياتنا.. يكشفها عمرو خالد

المحن تجلب المنح.. هكذا أعد لها الصحابة

بقلم | أنس محمد | الجمعة 23 مايو 2025 - 12:33 م


يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» (رواه الترمذي).
قد ينظر الإنسان إلى الظواهر ويترك البواطن، فمن فوائد المحن أنها تؤدى إلى مراجعة النفس ومعرفة مسارها ومن أين أُتيت، فيصحح الإنسان مساره ويقاوم عيوبه فيصبح شخصاً آخر يقر بالحق ولا يعاند بالباطل، فيقر بخطئه ويعترف بذنبه ويتوب إلى ربه، فوقتها سيستعيد الإنسان اكتشاف نفسه وقدراته الكامنة.
فقد يحسب الإنسان أنه ضعيف، لا يتحمل المشاق، ويوطن نفسه على ذلك، إلا أن مروره بالأزمات، يوقفه على قدرات كامنة في ذاته، لولا ما تعرض له من هذه الأزمة، لما اهتدى إلى كوامن هذه القوى في ذاته.
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام المثل رائعا في هذا، فمن المواقف الدالة على ذلك، ما كان من أبي بصير ، حينما فر بدينه من سجون الشرك في مكة المكرمة، والتحق برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، فبعثت قريش في إثره اثنين من رجالها إلى رسول الله، ليرجعا به، تنفيذًا لشرط المعاهدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بصير: يا أبا بصير، إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر، وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، فانطلق إلى قومك.
فقال أبو بصير: يا رسول الله، أتردني إلى المشركين يفتنونني في ديني؟ قال: يا أبا بصير، انطلق، فإن الله سيجعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا. فانطلق معهما.
فهذه أزمة شديدة تعرض لها أبو بصير، إلا أنه استطاع أن يقتل أحد الرجلين، وفر الثاني خوفًا منه، ليلحق هذا الأخير برسول الله صلى الله عليه وسلم شاكيا له ما حدث من أبي بصير.
ولما علم أبو بصير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرده للمرة الثانية إلى مكة، لم يدخل المدينة، وعسكر بين مكة والمدينة، ليكون خارج النطاق الجغرافي للاتفاق، ولحق به كل من كان مثله ممن يريد الإسلام وهو من قريش، فاجتمع عند أبي بصير عصبة قوية، فما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا طريقها وقتلوا من فيها، وأخذوا الأموال التي كانوا يتجرون بها، فأرسل المشركون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يناشدونه بالله والرحم لما أرسل إلى أبي بصير ومن معه، ومن أتاه منهم فهو آمن، وتخلوا في ذلك عن أقسى شروطهم التي صبوا فيها كؤوس كبريائهم، فذلت قريش من حيث طلبت العز. ولا شك أن أبا بصير فوجيء من نفسه بهذه القوة العقلية والتخطيطية والجسدية، والسبب في ذلك تعرضه لهذه الأزمة، وإحسانه إدارتها.

اقرأ أيضا:

من هم الأوابون وكيف ترتقي لعملهم؟

كيف تعبر أزمتك؟


لو استطاع الإنسان في أثناء تعرضه للأزمة أن يخرج منها غير مكسور، فإن ذلك في حد ذاته سيكون انتصارا له، وخصما من رصيد قوى خصومه الذين افتعلوا معه هذه الأزمة، ومما يدل على ذلك من السيرة، أن المسلمين في المدينة بعد تعرضهم لغزوة الأحزاب، وخروجهم منها دون انكسار، تغيرت بعدها موازين القوى لصالحهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم».
ولا يكون الخروج من الازمة الا بالتفكير في استراتيجيات جديدة، وشاهد ذلك من السيرة، ما أشار به الحباب بن المنذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، من تغوير الآبار من جهة قريش، وإبقاء بئر واحدة يشرب منها المسلمون وحدهم، وهذا لا شك ابتكار جديد، واستخدام تضاريس المكان لصالح المسلمين. فالمشركون مطمئنون إلى وجود عدة آبار صالحة للشرب، لكنهم فوجئوا وقت شدة العطش أثتاء المعركة أن هذه الآبار جميعا قد غورت، وأنهم ليس معه مدد من الماء إلا ما كان في قربهم وأسقيتهم، وكفى بذلك عاملا نفسيا وبدنيا، يحسم المعركة لصالح المسلمين.
فمن فوائد الأزمات أنها تجعل الفريق الذي يدير الأزمة في حاجة إلى استحداث وظائف، وإناطة مهام بالبعض ، هي من الضرورة بمكان، كي يستطيع صانع القرار اتخاذ القرارات المناسبة، وهذا يحتاج منه أن يكون لديه أنظمة إنذارات مبكرة، لكي يأخذ قرارات على ضوئها، ويمكننا أن نلحظ ذلك أثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث اختبأ في غار ( ثور) لقربه من مكة، ليتمكن من الوصول إلى ما تفكر فيه قريش وما تتخذ من خطط للحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا اتخذ شابًا، هو عبد الله بن أبي بكر ليأتي له بأخبار القوم، جاء في وصفه” غلام شاب ثقف لقن، يدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام".

الكلمات المفتاحية

كيف تعبر أزمتك؟ المحن تجلب المنح إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» (رواه الترمذي).