من لطائف الأذكار والتي هي بمثابة تحصينات وقائية من أمراض القلوب وما يعرض للمسلم من عوارض تعيقه في طريقه أن يستعيذ بالله ابتداء من شر ما يضره أو ما يتصور حصول الضرر منها..
وإن كانت الأذكار بجملتها تحصينا فإن أيضًا اشتملت على صيغ صريحة للاستعاذة من شر ما يضر .. ولذا أوصى النبي بتكرير الاستعاذة عند الخوف من حصول مكروه ويستحب تكرار هذه الاستعاذات صباحًا ومساء..
ومما وردفي السنة الصحيحة من الاستعاذات ما يلي:
-"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" (ثلاث مرات) في اليوم والليلة.. ورد في فضها قول النبي ﷺ: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء وكذلك إذا نزل بيتا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ويكرر في الصباح والمساء: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات.
-"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجذام والجبن والبخل وأعوذ بك من المأثم والمغرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال" قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة من الهم والحزن وبقية هذه الأمور منه والهم: هو انشغال النفس واضطراب القلب لتوقع مكروه يقع في المستقبل، والحزن و تألم القلب والنفس لأمر مكروه وقع بالفعل.
-وعن سلم بن أبي بكرة أَنَّهُ مَرَّ بِوَالِدِهِ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْهُ، وَكُنْتُ أَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِي وَأَنَا أَدْعُو بِهِنَّ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنَّى عَقَلْتَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ، قَالَ: فَالْزَمْهُنَّ يَا بُنَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ.
-هذا الدعاء يقال إذا خاف العبد على نفسه شيئا من الرياء، أو أراد أن يتقي أبواب الشرك كبيرها وصغيرها، فعن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل. فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.