النعمة.. كل ما في أيدينا من خير، إنما هي نعمة أنعم الله عز وجل علينا بها، لأنه المنعم، ولأنه صاحب كل الخير الذي فيه الناس، ولكن للأسف قليل من الناس هم من يشكرون، قال تعالى: «وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ » (سبأ : 13)، ومن ثم فإن النعمة هي من الأهمية بمكان أن نهتم بها ونجلها ونعظمها، وأن نشكر صاحبها عليها، وصاحبها هنا هو المولى عز وجل، لذا فقد قيل في وصف سيدنا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، أنه كان يعظم النعمة وإن دقت، إذن فالنعمة هي كل ما خلق الله، فهي صدرت عن المنعم الجليل عز وجل، وليس المقصود بالنعمة الأكل والشرب والأشياء المهمة فقط، وإنما كل ما يصل إلينا من الله من أشياء ظاهرة أو باطنة كبيرة أو صغيرة فهي نعمة، فكان عليه الصلاة والسلام يرى الله العظيم في الأشياء فيعظمها تعظيمًا لله.
الشكور
من أسماء الله عز وجل (الشكور) والذي يعني كثير العطاء والمنة، وبالتالي يستحق عليها الشكر طوال الوقت، وليس في بعض الوقت كما يتصور الناس، فعلينا أن نشكر الله عز وجل على كل شيء مهما كان بسيط، قال الله تعالى : «وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ» (النحل: 114 )، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: «وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ» (البقرة: 152 )، فيما قال عن خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ» (النحل: 120 ـ 121 )، إذن مادمنا نؤمن بكل أنبياء الله عز وجل، علينا أن نسير على خطاهم، فهم كانوا يشكرون الله دومًا وفي كل الأوقات، وفي الصحيحين عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: أنه قام حتى تورمت قدماه فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : «أفلا أكون عبدا شكورا».
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهالإعانة على الشكر
ربما يكون الشكر بعيد عن غالبية الناس للأسف، لذا كان من دعاء نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهو يعظ سيدنا معاذ: «والله يا معاذ إني لأحبك, فلا تنس أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»، ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات : «اللهم أعني ولا تعن عليَّ ، وانصرني ولا تنصر عليَّ ، وامكر لي ولا تمكر بي ، واهدني ويسر الهدى لي ، وانصرني على من بغى عليَّ ، رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطاوعا لك مخبتا إليك أواها منبيا, رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة صدري».