البعض منا يريد أن يكتبه الله من الصالحين، لكن قد لا يعرف كيف الوصول إلى ذلك؟.. والحقيقة الأمر ليس بالصعب، لكنه أيضًا يحتاج لبعض التطبيقات للوصول إليه، ففي ذلك يقول الإمام أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه: «هن ثلاث، فرغ لسانك للذكر، وقلبك للتفكر، وبدنك لمتابعة الأمر وأنت إذا من الصالحين»، والموضوع الذي نتحدث عنه موجود في قول الله جل وعلا في سورة يونس: «أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ» (سورة يونس:62)، لكن هؤلاء هم الصالحين، فما ه شروط الوصول لهذه المكانة؟.. يحددها المولى عز وجل في قوله: «الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » (سورة يونس:63-64).
مراقبة الله
أيضًا لكي تكون من الصالحين عليك أن تستشعر مراقبة الله عز وجل في قلبك ونفسك طوال الوقت، في سرك وعلانيتك، أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو لاشك يراك، وانظر إلى نبي الله يوسف عليه السلام عندما دعته امرأة العزيز وتزينت وتجملت وقالت له: «هيْتَ لك»، وامرأة العزيز كما نعلم ليست امرأة عادية، فإنها امرأة من أكبر شخصيات مصر، وكانت على قدر من الجمال، إلا أنه قال: «معاذ الله»، فما الذي كان يمنع نبي الله يوسف عليه السلام أن يفعل ما تريد امرأة العزيز؟.. لم يمنعه إلا خوفه من الله تبارك وتعالى وهذه هي التقوى.. بينما من يغفل عن ذلك، ويقع فيما حرم الله، يعيش حياته ضائق الصدر، كأنما روحه تصعد إلى السماء، قال تعالى: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ» (طه 124).
اقرأ أيضا:
من ومضات شهر المحرم وفضائله.. كيف تلتمس النجاة كما التمسها موسى؟صلاح الناس
من الأمور الهامة جدًا لكي تكون من الصالحين، عليك أن تعمل على إصلاح الناس، فكذلك وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «الذين يُصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي»، وفي رواية: «أناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم»، والصالح هو الولي فإذا صلح العبد في الباطن واستقام في الظاهر فذلك الولي، وهم الذين قال عز وجل فيهم: «أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ» (يونس:62-63).. هذا وبالتأكيد أن الأرض لا تخلو من أولياء لله سبحانه وتعالى أبدًا حتى تقوم الساعة، فقد قال نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله».