بقلم |
عمر نبيل |
الثلاثاء 29 يونيو 2021 - 11:44 ص
كثيرًا من المصلين تراهم يرفعون أصبعهم في التشهد، (عبثًا) دون أن يفهموا أن لهذا الأمر قواعد يجب التعرف عليها أولا، بل ترى بعضهم وقد بدأ في تحريك الإصبع إلى أسفل وأعلى، أحيانًا يبدأ مع بداية التشهد، وأحيانًا في منتصفها.. وهو لا يعلم من أين بالأساس يبدأ ومتى ينتهي؟.. والأمر بسيط للغاية ولا يحتاج إلى كل هذه التعقيدات، وإنما فقط علينا إدراك سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، لنفهم المطلوب منا، فننفذه على أكمل ما يكون.
أيضًا البعض يلتزم برفع السبابة لأعلى ثم لأسفل عند نطقه الشهادتين في التشهد، وكل شخص من المصلين يرفع إصبعه على طريقة معينة، فمن يرفعه مرة واحدة، ومن يرفعها مرتين، لأنه يقول: إنهما شهادتان، ومن يبقى يحرك إصبعه إلى نهاية الصلاة الإبراهيمية، فأين الصواب من المسألة ككل؟.
رفع السبابة في التشهد
الإمام ابن باز رحمه الله، شرح حقيقة رفع السبابة في التشهد، وقال في فتوى له: «ا إن لسنة رفع الإصبع في التشهد الأول والآخر، من أول التحيات إلى النهاية وأصبعه مرفوعة، يعني السبابة التي تلي الإبهام مرفوعة رفعًا غير كامل، في إشارة إلى التوحيد.. فهكذا ثبت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه كان يشير بالسبابة في تشهده الأول والأخير عليه الصلاة والسلام من أوله إلى النهاية.. أما التحريك فالأفضل أن يحركها عند الدعاء عند قوله: اللهم صل على محمد، وعند قوله: أعوذ بالله من عذاب جهنم، وعند قوله: اللهم اغفر لي، أو اللهم آتنا في الدنيا حسنة، أو اللهم أعني على ذكرك، يحرك عند الدعاء تحريكًا خفيفًا، هذا هو الأفضل، وأما كون الإصبع قائمة فهي قائمة من أول التشهد إلى آخره إشارة للتوحيد».
خلاف فقهي
المسألة عند الفقهاء الأربعة، قد يكون بها بعض الخلاف الفقهي، والذي في النهاية يصب في مصلحة العباد، لأنه كما يعلم الجميع خلافاتهم رحمة لنا، وأما عند الحنفية، فقد شرعوا الإشارة بها عند النفى، وهو قول المتشهد: "لا إله" ووضعها عند الإثبات "إلا الله"... فيما ذهب المالكية إلى مشروعية الإشارة بها مع التحريك دائماً يميناً وشمالاً لا فوق وتحت… بينما كان للشافعية رأي آخر وذهبوا إلى استحباب رفعها عند الإثبات وهو قول المصلى: "إلا الله" إلى نهاية التشهد ولا يحركها… فيما اتخذ الحنابلة رأيًا مختلفًا وذهبوا إلى أنه يشير بها عند ذكر الله تعالى فقط، وقيل: يشير بها عند ذكر الله وذكر رسوله فقط، أو عند كل تشهد.