يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً* وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا ساءت مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً* وَالَّذِينَ إذا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً* وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً»، بعض من صفات عباد الرحمن كما وصفهم الرحمن بذاته العليا في كتابه الكريم، فعلى من يقرأ هذه الآيات أن يتوقف ولو قليلا ويسأل نفسه هل فيه هذه الصفات، أم بعضها؟.. أم ليس به أي صفات منها؟.
صفات حميدة
أيضًا لم تنته هذه الآيات عند هذه الوصفات، وإنما زاد الله عز وجل عليها، بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً* وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بَِايَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أزواجنا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً».. التدبر هنا مطلوب والتوقف أمام كل كلمة وحرف أيضًا مطلوب، حتى تعي ماذا أنت، وهل أنت فيك هذه الصفات أم لا؟.. فإن كانت بك هذه الصفات فإن النتيجة لاشك عظيمة، وتأتي في باقي الآية الشريفة، قال تعالى: «أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسلاماً* خالدين فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً ومقاماً».. فلو أردت عزيزي المسلم، الحصول أو الوصول إلى هذه النتيجة، فما عليك إلا أن تصل إلى هذه الصفات أولا.
اقرأ أيضا:
البلاء لا يعني أن الله يكرهك.. بل يحبك وهذا هو الدليلليست تعجيزية
هذه الصفات عزيزي المسلم، ليست تعجيزية، وإنما لو وقفت أمامها قليلاً ستجد أنه من اليسر الوصول لها، فما صعوبة أن تمشي في الأرض هونًا، تحب الناس وتلاطفهم، ولا تقع في مشاكل مع أحد، ولا تعادي أحد!؟.. فالأمر يسير بكل تأكيد، وما صعوبة أن تسأل الله عز وجل أن يصرف عنك عذاب جهنم؟.. الأمر جد بسيط، ولا يحتاج سوى الالتزام بمواقيت الصلاة ومن ثم الدعاء في كل ركعة وسجدة، أيضًا ليس هناك صعوبة في أن تمتنع عن شهادة الزور، كلها أمور لو تدبرتها ستجدها إنما تأتي من طريق واحد هو طريق الشيطان، بينما من اختار طريق الله عز وجل سبيلاً لا يمكن أن يقع في مثل هذه الأخطاء أبدًا.