الملائكة.. هذه المخلوقات العظيمة الجميلة، التي يتمنى البشر أن يلحظوها ولو للحظة واحدة، أو أن يتخلقوا بأخلاقهم ولو في صفة واحدة، فمن هم، وما هي أدوارهم؟.. هم لاشك عباد الله مثل كل المخلوقات، لكنهم يختلفون في أنهم رسل الله سبحانه وتعالى وجنوده، ينفذون أوامره بمجرد الوحي إليهم، مهما كانت المهمة الموكلة لهم، لكن ما لا يعرفه البعض أنهم أقسام مختلفة، ولكل قسم منهم عمله ودوره الذي حدده الله عز وجل لهم.
قال الله تعالى: «اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (الحج:75)، وهم مخلوقات لا يعلم سرهم إلا خالقهم، فيقول الجهلاء من الناس إنهم إناث، وهم ليسوا كذلك أبدًا، قال تعالى: «وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ» (الزُّخْرُف:19).
الإيمان بالملائكة
إذن الإيمان بالله عز وجل يقتضي الإيمان بأن الله الملائكة هم مخلوقاته وعباده وجنوده يوحي إليهم وقتما شاء، وهم ينفذون من فورهم، والإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة التي جاءت في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه حين سئل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره»، لذا لا نشغل بالنا بكيفية خلقهم، فهذا لا يؤخر ولا يقدم لنا أي شيء، وإنما فقط اليقين في أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ » (التحريم: 6).
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهأقسام الملائكة
أيضًا من الأمور التي يجب أن يوقن فيها المسلم، هي أن الملائكة أقسام، فمنهم من هو موكل بالوحي، وهو لاشك سيدنا جبريل عليه السلام، قال تعالى: «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» (الشُّعَرَاءِ:193)، ومنهم من هو موكل بالصور، وهو سيدنا إسرافيل.
قال الله تعالى: «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ» (الزمر:68)، ومنهم من هو موكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت، قال الله تعالى: «قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ» (السَّجْدَةِ:11)، ومنهم من هو موكل بكتابة أعمال العباد، ومنهم الموكل بفتنة القبر، ومنهم الموكل بالجنة، ومنهم الموكل بالنار.. وآخرون كثيرون لكل منهم دوره الذي حدده الله عز وجل.