ارتبط وجود النمل في البيت بوجود بعض الاعتقادات الفاسدة الذي يحاول البعض ترويجها مثل أن يعتقد أن النمل وجد بسبب سحر أو عين أو ما شابه ذلك، والصواب في ذلك أن يتوكل المسلم على الله ويعتقد جازماً أنه هو الذي يضر وينفع، وأن أحداً غيره لا يستطيع أن يفعل شيئاً من ذلك إلاَّ بعد قضاء الله وقدره.
حكم قتل النمل:
الأصل أنه يحرم قتل النمل لما رواه أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه سلم عن قتل أربع من الدواب النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد". ويجوز قتل النمل الضار الذي يسبب أذى للإنسان في جسده أو أمتعته كالنمل الأبيض المعروف (بالأرضة). وقد حمل بعض أهل العلم النهي الوارد عن قتل النمل على نوع خاص منه وهو النمل الأحمر الكبير حيث إن هذا النوع لا يسبب ضرا بحال بإذن الله. والحق أن الأصل في النمل أنه لا يجوز قتله ولا يجوز الخروج عن هذا الأصل إلا إذا ثبت أن النمل من النوع الذي يؤذي ولم يمكن التخلص منه بغير القتل لكن إن هجم النمل على الإنسان في أمتعته، أو في أماكن من مسكنه -كالمطبخ، والحمام، ونحو ذلك-، ووصل الأمر إلى حد الإيذاء، ولم يمكن التخلص منه إلا بقتله؛ جاز له قتله.
كيفية قتل النمل:
وإذا جاز قتل الضار فلا يجوز قتله بالنار ولا بالماء الساخن، فقد روى عبد الرزاق في مصنفه عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يعذب بالنار إلا رب النار. رواه أبو داود وغيره، وعليه؛ فإن كان وجود النمل في مكان ولم يكن الماء الذي صبّته عليه ساخنًا، فلا إثم عليها -إن شاء الله تعالى- فيما فعلت.
كفارة قتل النمل:
ولا كفارة في قتل النمل بالماء الساخن إلا التوبة ، ولكنه لا مؤاخذة على الصغير قبل البلوغ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاثة - وذكر منهم -: الصبي حتى يحتلم . رواه أحمد وأبو داود وغيرهما.