هل يوم القيامة مرعبًا كما يتخيل البعض؟، سؤال قد يدور في أذهان كثيرين للأسف، لكنه وربما ما لا يعلمه كثير من الناس، أن هذا اليوم سيكون يوما رائعاً وجميلاً لمن سار على العهد وعمل لذلك اليوم، قال تعالى يصفهم: «لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ» ( الأنبياء 103).. ومن ثم فإن هذا اليوم سيكون رائعاً عندما تبعث وترى الملائكة في انتظارك تتلقاك .. تأكيدًا لقوله تعالى: « وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ».. سيكون يوماً رائعاً عندما تطلقها صرخة في العالمين من الفرح .. « هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ »، سيكون يوماً سعيداً عندما تنظر خلفك وترى ذريتك تتبعك لمشاركتك فرحتك .. « أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ »، فكيف لمن يشتاق لهذا اليوم، ويعد له عدته أن يخشاه، أو يتصور أنه يوم الرعب!.
أروع الأيام
أوتدري عزيزي المسلم، لماذا سيكون يوم القيامة أروع الأيام إن شاء الله عليك؟.. لأنك ستمشي لأول مرة في زمرة المرضي عنهم ويتقدمك خير الأنام النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. « يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ »، أوتدري أنه لاشك سيكون يوماً جميلاً جداً عندما تكون ضيفاً مرغوباً أنت وأهلك وتسمع نداءً خاصا لك ادخل الجنة: « ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ »، حينها لن تكون قادراً على إخفاء نضارة وجهك السعيد عندما يكون رفيقك هناك الأنبياء الكرام، يتقدمهم نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم موسى وعيسى ونوح وإبراهيم عليهم جميعًا السلام.
قال تعالى يوضح ذلك: « فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقً».. وسط كل ذلك ستتذكر ما تلوته هنا في الدنيا، من عمل خير ورصيد طيب ينتظرك هناك، قال تعالى: «أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ».
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهالعكس صحيح
لكن إن كنت ممن يكرهون لقاء الله والعياذ بالله، لاشك فإن الله سيكره لقاءك، فلا تكون من هؤلاء الذين لا يرجون لقاء الله، ينطبق عليهم قول الله تبارك وتعالى: « إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ » (يونس: 7، 8)، حينها فقط سيكون يوم القيامة هو يوم الرعب والعياذ بالله، حين تعرض عن ذكر الله: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى » (طه: 124)، لكن من المستحيل أن تكون من الذاكرين لله، وتشعر بأي رعب، فالأمر حينها سيكون مختلفًا وستعيش سعادة لم تتذوق مثلها قط.