من منا يتوضأ قبل النوم، مؤكد القليل جدًا، إلا من رحم ربي، لكن ماذا لو علمنا فضل هذا الأمر العظيم، إذ يستحب الوضوء قبل النوم حتى لو كان الإنسان على طهارة، وهذه هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مات من فعل ذلك فقد مات على الفطرة، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به».
فضل عظيم
ما يغيب عن الناس في هذا الأمر، أن وراءه فضل عظيم جدًا، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن الأكرم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً، فيتعار من الليل فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه»، وما ذلك إلا لأن النوم يعد موتة صغرى، ولا يدري المرء منا متى يحين أجله، يقول الله تعالى: «الله يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى» (الزمر: 42)، ومن فضائل الوضوء قبل النوم أيضا، أن من بات طاهرًا بات معه ملك يستغفر له، فقد روى الإمام ابن حبان وغيره مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من بات طاهرًا، بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرًا».
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهطهر جسدك
إذن عزيزي المسلم، عليك أن تطهر جسدك بالوضوء قبل النوم، فالأمر يستحق، فكأنك تتطهر من كل ما فعلت طوال اليوم من ذنوب، فقد روى ابن حبان وحسنه الألباني عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «طهروا أجسادكم طهركم الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهرًا إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرًا»، ومن فوائد الوضوء قبل النوم أنه يجنبه شر الشيطان، ويجعله مستعداً للقاء الله إذا فاجأه الموت.