عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه».. الله على هذا الحديث العظيم، الذي يحمل معجزة في مكافأة أهل المعروف والجميل، إذ أنه لا يمكن أن يمر الأمر مرور الكرام، من أعانك على أمر ما، أو ساعدك في أمر ما، أو عمد إليك معروف، يجب أن تكافئه، بأي شيء، ولا يتوقف الأمر عند كلمة الشكر، إذ كيف به قدم إليك ما يستطيع، وأنت تقف أمام أقل ما تستطيعه!.
مكافأة العاجزين
من يعي هذا الحديث جيدًا، سيفهم أنه من عظمة الأدب النبوي الكريم هذا الحديث الشريف، لكن من العجيب أن أغلب الناس في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، تراه لا يجيد إلا (شكرًا، وجزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك) مع أنه قد يكون تخطى النصف الأول من الحديث، وهو (فكافئوه) فلك راتب مثل راتبه، وعندك مال مثل ما عنده، وعندك علاقات ومعارف مثل ما لديه، فلماذا لا تعمل على مكافأة من أسدى إليك معروفًا، كافئه بما لديك من نعم الله عليك، فإن لم تجد، فليكن النصف الثاني من الحديث، دعاء ولجوء إلى الله من أجله..
وبالتالي علينا أن نعرف أن مكافأة صانع المعروف إنما هو خلق فطري ينشأ من خلق الوفاء الذي من المفترض أن يكون قد تربى عليه جميع المسلمين، إذ أن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها . والمؤمن المستقيم لا يكون شاكرا لله حتى يكون معترفا بالفضل لأهل الفضل ، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: « لا يشكر الله من لا يشكر الناس »، وفي رواية أخرى : « إن أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس».
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهالجشع
للأسف البعض في هذه الأيام، ناله أو ركبه الجشع، وبالتالي بات القليل جدًا من يشكر الناس، إذ قد يتصور البعض أن ما يأخذه إنما هو حق مكتسب، ولكن مهما حدث ومهما زاد الجشع، لابد أن يكون هناك أهل المروءة والإحسان، لكن ترى من يرفض شكرهم على مروءتهم وإحسانهم، من صور المكافأة المقابلة بالمثل ، أو الدعاء لصاحب المعروف ، أو الثناء على فعله، تأسيًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أعطي عطاء فوجد فليجز به ومن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور».