الوصول إلى قلوب الناس، ربما يراه البعض من أصعب الأمور، إلا أنه من أيسرها، وقد يأتي في خطوة واحدة فقط، ألا وهي الإحسان إلى الناس، فالقلوب مجبولة على حب من يحسن إليها، والله عز وجل يحب من ينفع الناس، فقد روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجته حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام».
ألف القلوب
الألفة، أي التودد العجيب بين العباد وبعضهم البعض، والثقة العمياء في أن فلانا هذا لن يضرك أبدًا، تترك له نفسك وروحك وأنت على يقين أنه سيحفظك تحت أي ظرف، ورغم أن البعض يتصور أن الوصول لهذه المرحلة أمرًا صعبًا، إلا أن الحقيقة غير ذلك، فالألفة سهلة المنال، فقط بأن تساعد الناس بقلب طيب غير حاقد أو متكبر، وابتسامة حقيقية، لا يقف ورائها أي غل أو معايرة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس».
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهمنزلة عظيمة
فإذا كنت ممن ينفع الناس، فأنت لست فقط تأسر قلوب الناس، وإنما يحبك الله عز وجل، فإذا أحب الله عبداً أحبه أهل السماء و الأرض، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أحب الله العبد، نادى جبريل، إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض»، فانظر لعظم صنيعك، فقط تحب الناس، وتنفعهم، يحب كل الناس، ويحبك رب الناس.. فالمسالة سهلة، والنتيجة ليس هناك أعظم منها، فهلا تحركت وبدأت في ذلك من الآن!.