عزيزي المسلم، حاذر أشد الحذر من أن تستأجر أحدهم لعمل ما، ثم تقاسمه حقه، أو تبخس له عمله، أو تمنع عنه ما يستحق، بل لو كنت تستطيع امنحه ما يريد من فورك وزيادة، عله يدعو الله لك دعوة تلمس عنان السماء، فيعوضك الله أكثر مما كنت تتمنى، بينما إن كان العكس، ودعا هو عليه، فاعلم أن دعوته ستقرع باب السماء ولن يوقفها أحد، وحينها ستخسر دنياك وآخرتك.
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره».
احذر هذا الرجل
إذن عزيزي المسلم، احذر هذا الرجل الأجير، فإن أكلت من حقه مليمًا واحدًا فهو كفيل لأن يخسرك كل مالك مرة واحدة، أوتدري لماذا؟.. لأنك ظلمته، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، بعث معاذاً إلى اليمن وقال له : « اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب»، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : « يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»، فأعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهالتقليل من الناس
للأسف البعض يعامل العمال أو من يستأجرهم كأنهم درجة أقل، وهي أمور نهى عنها الإسلام قولا واحدًا، فقد روى البخاري ومسلم من حديث المعرور بن سويد قال: لقيت أبا ذر رضي الله عنه بالربذة وعليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلًا فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم»، فإذا دفعت للأجير حقه اليوم تخلصت من همه يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من كانت عنده مظلمة لأخيه، من عرضه أو من شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه».