كلنا موحدون بالله عز وجل، لكن كثيرًا منا تشغله حياته أيضًا، تأخذه الماديات، يفكر في المال أو النجاح، يتمنى لو يكن عالمًا كبيرًا، أو لاعب كرة مشهور، أو أغنى شخص في المنطقة التي يقطن بها، وهي أمور قد تأخذه من توحيده لله عز وجل والعياذ بالله، فيقع في المحظور دون أن يشعر، بينما هناك من يترك نفسه وأمره وحاله وماله، كله لله وفقط، لا يرغب سوى في إرضائه، ولا يتمنى سوى الوقوف بين يديه ليلا والناس نيام، يناجيه، قد لا يطلب شيئًا سوى أن يكون معه، يحب مناجاته، ويعشق ندائه دون مقابل، هؤلاء ترى قلوبهم بذكر الله دون تردد، ودون توقف، وألسنتهم لا تتوقف عن الدعاء والمناجاة، والذكر، فما أجل أن يردد العبد: «إلهي أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي ،، فعاوني بك عليك ، و خلصني بك من سواك ، وأخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك».
التوحيد.. أساس العبادة
التوحيد هو أساس العبادة وفي القلب منها، إذ لا يمكن أن يكون هناك عبدًا مؤمنًا بالله، ولا يكون موحدًا به، بل التوحيد أساس الدعوة المحمدية برمتها، فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله تعالى عنه، قال: كنا عند النبي الأكرم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال: «ألا تبايعون رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؟»، فبسطنا أيدينا وقلنا: علام نبايعك يا رسول الله؟، فقال«على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وتصلوا الصلوات الخمس، وتسمعوا وتطيعوا»، وأسر كلمة خفية، قال: «ولا تسألوا الناس شيئًا»،. فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدًا يناوله إياه»، إذ بدأ النبي نصيحته لأصحابه بأهمية وضرورة التوحيد، ولما لا وهو الذي يقول : «وَمَن يُسْلِمْ] وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ» (لقمان: 22).
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهالتوحيد.. إبراء الذمة من الشرك
التوحيد هو إبراء لذمة المرء من الشرك والعياذ بالله، لأنه من المعلوم أن الله عز وجل خلق الخلق، وأرسل الأنبياء والرسل من أجل توحيده وعبادته، قال الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ» (الأنبياء:25)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» (الذاريات:56)، وهو لاشك أول وأعظم واجب على العباد، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا».