بسيطة هي فرائض الإسلام، بسيطة وسهلة وسلسلة على من يراها كذلك، لكنها أصعب ما يكون على ما يتصور أنها كذلك، والأمر بيدك في النهاية، لكن بالفعل هناك فعل بسيط جدًا، لو فعله أي مسلم، وهو أمر يصادفنا في حياتنا كثيرًا، وربما دائمًا، لكنت الجنة جزاؤه..
ففي ذات يوم جلس النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يحادث أصحابه الكرام رضي الله عنه عن فضيلة من فضائل الإسلام، وقد جلس صلى الله عليه وسلم يحدثهم عن رجل من الأزمان السالفة، هذا الرجل لم يعمل خيرًا قط، فمر هذا الرجل في طريق يمشي فرأى غض شوك يؤذي المارة، فنزل من دابته وأزاله عن طريق الناس، حتى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: إما وجده في الطريق فأماطه، وإما وجده في جذع فأزاله، ثم بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن الله تعالى أثابه على عمله هذا فقال صلى الله عليه وسلم: « فغفر الله له وأدخله الجنة».
لم يجاهد ولم يتصدق
تخيل معي عزيزي المسلم، أن هذا الرجل الذي احتسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل الجنة، لم يجاهد في سبيل الله، ولم يتصدق أو يفعل أمرًا نقف أمامه طويلا، وإنما فقط أماط بعض الأذى عن الطريق، وهو أمر جميعنا يقدر عليه، وجميعنا يقابله هذا الأذى ربما يوميًا، ومع ذلك لا يمنح نفسه عناء التدخل لرفع هذا الأذى، فالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ربما أراد من خلال هذا الموقف أن يخبر الأمة بأن طريق الجنة ليس فقط الصلاة أو الجهاد، وإنما قد يكون في فعل بسيط جدًا، قال تعالى: «وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ » (النور: 15).
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهمن شعب الإيمان
إماطة الأذى عن الطريق ليست فقط سببًا لدخول الجنة، وإنما أيضًا هو شعبة من شعب الإيمان، أي أن من يفعلها لاشك من أهل الإيمان والصلاح والتقوى، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»، بل أنه عليه الصلاة ولسلام جعل إماطة الأذى عن الطريق من أحسن الأعمال فقال صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها ، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن».