حكايات الشجعان لا تنتهي، ولكل عصر شجعانه وأبطاله، وقد قيل إن الشجاعة قوة في النفس وليس في الجسم والعضلات.
قصص عجيبة:
1-يقول الأصمعي : حكي لي أحد الحراس أنه رأى من الجبن والشجاعة عجبا، وذلك أنهما دخلا مزرعة في بلاد الشام رجلين يذريان حنطة، أحدهما أصفر ضعيفا، والآخر مثل الجمل في عظمته.
يقول الحارس: فقاتَلَنا الأصفر الضعيف لا تدنو منه دابة إلا نخس أنفها وضربها حتى شق علينا فقتل، ولم نصل إلى الآخر حتى مات خوفا.
يقول: فأمرت بهما ففتحت جسديهما فإذا فؤاد الضخم يابس مثل الحشفة، وإذا فؤاد الأصفر الضعيف مثل فؤاد الجمل.
2- وحكى الأصمعي أيضا قال: حدثنا أبو عمرو الصفار قال: حاصر مسلمة حصنا فندب الناس إلى نقب منه، فما دخله أحد.
فجاء رجل من عرض الجيش فدخله ففتحه الله عليهم، فنادى مسلمة: أين صاحب النقب؟
فما جاءه أحد، فنادى: إني قد أمرت الأذن بإدخاله ساعة يأتي، فعزمت عليه إلا جاء.
فجاء رجل فقال: استأذن لي على الأمير. فقال له: أنت صاحب النقب؟ قال: أنا أخبركم عنه.
فأتى مسلمة فأخبره عنه، فأذن له فقال له: إن صاحب النقب يأخذ عليكم ثلاثا: ألا تسودوا اسمه في صحيفة إلى الخليفة ولا تأمروا له بشيء، ولا تسألوه ممن هو.
قال: فذاك له. قال: أنا هو. فكان مسلمة لا يصلي بعدها صلاة إلا قال: اللهم اجعلني مع صاحب النقب.
3- وقال أحد الشجعان: لما غرق شبيب- زعيم الخوارج- قالت امرأة: الغرق يا أمير المؤمنين، قال ذلك تقدير العزيز العليم قال: فأخرج فشق بطنه وأخرج فؤاده فإذا مثل الكوز، فجعلوا يضربون به الأرض فيعلو.
4- وحكي عن محمد بن سيرين قال: بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان فبيتهم العدو ليلا وفرقوا جيوشهم أربع فرق واقبلوا معهم الطبل ففزع الناس وكان أول من ركب الأحنف فأخذ سيفه وتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول:
إن على كل رئيس حقا .. أن يخضب الصعدة أو تندقا
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحاب الطبل الصوت انهزموا. ثم حمل على الجانب الآخر ففعل مثل ذلك وهو وحده، ثم جاء الناس وقد انهزم العدو فاتبعوهم يقتلونهم، ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها مرو الروذ.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟